17 Jul 2016

كيف تغيّرنا الأحزان




قد لا نرى كيف تغيّرنا الأحزان،

تسرقُ منّا شيئاً صغيراً كلّ يوم، نومنا الهانيء، البريق الذي لَمعَ في أعيننا، الضحكات الصادقة الخالية من أيّ تصنّع أو نفاق، ثم الحلم الذي ناضلنا من أجلهِ، ثم القلب الذي  ضحينا للوصول إليه، ثم الصديق الذي أخلصنا لصحبته، ثم رغبتنا في الحياة..

رويداً، رويداً تمحو أحزاننا ألوان الحياة حتى تبهت الدنيا في أعيننا.. تتحوّل أرواحنا من ملمسها الحريريّ الرقيق الناعم، إلى قطن يمكن التحكًم به، إلى صوفٍ قاسِ، إلى جلد  صلبٍ عرد يتحمّل كل العواصف  بعد أن تجرّد من كل العواطف.. 

و لا ندري أين تذهب مناً كل هذه الأشياء؟

قد أفهم أن يهرب النوم من عيناي عندما تطاردهُ أقكاري القبيحة، المشوّهة ، وقد أفهم أيضاً أن تتضائل الضحكات في زمنٍ ملؤه العنف و الكُره و الموت، لكن ذلك الحب! كل ذلك الحب! أين يمكن دسّهِ أو دفنهِ أو رَميهِ، أين يُرمى جبل؟ كيف يدفن بحر كامل؟ أيمكن دَسِّ النهار؟