12 Jul 2016

يوم ماطر





يوم ماطر عاصف


بدّلت خلالهِ السماء زرقتها ونورها وهدوءها، إلى نحيب و بكاء وظُلمة


أطلقت غضبها، صرخت في غصون أشجارها، نَثَرتْ (جريحة) وريقات الزهور، انتزعت (باكية) القبعات والأوشحة،  قلّبَتْ صناديق القمامة (بعنف) وبعثرت (متألمة)
النفايات في الشوارع  و راحت  تأن و تأن حزينة ناحبة خارج الأبواب الموصودة

جلستُ أُراقب مجرى دموعها على نافذتي، كل قطرة تسقط على سطح الزجاج لها خاصّيتها، لها شكلها و حجمها المختلف، تسيل في مجراها الخاص، تسيل وتسقط على الأرض فتبتلعها التربة أو تتشربها النباتات، لكن بين الحين والآخر تأتي قطرة من السماء قاصدة قطره أخرى كالسهم، فتتجه إليها مباشرة بحزم و إرادة ورغبة ، وكما لو أنّ القطرة الأولى بانتظارها، فَتَتَّحد القطرتان ، تتحدان اتحاداً لا يمكن فكّهِ ولا يمكن من بعدهِ تمييز إحداهما عن الأخرى، تختلطان اختلاط الماء بالماء وتسيران وتسيلان في مجرى واحد ، وإن حصل وانفكَت إحداهما عن الأخرى و تحولتا إلى قطرتان من جديد، تسير الواحدة منها حاملة الكثير من خواص الأخرى، لا مفرّ لها من الذكرى