19 Mar 2019

ولدتُ هكذا



 قالت لي فتاة كويتية في العشرين من العمر على استحياء

كنتُ أعرف أنني مختلفة منذ كان عمري 8 سنوات،


لاحظت أنني لا أميل للأولاد، وخفتُ من شعوري اتجاه الفتيات. اختلافي أخافني، لأنني منذ البداية، وقبل فهمي للنظرة الدينية الصارمة والمُحرِّمة لما أشعر به، لم أرَ في مجتمعي الصغير فتاة تحب فتاة أخرى، كل ما كان يدور حولي كان يرفضني ويرفض طبيعتي،

لم أفهم لماذا أنا مختلفة، ولم يكن عالمي مكاناً آمناً يتيح لي أن أسال والدي أو والدتي لماذا أنا هكذا؟

لذلك أبقيت نفسي سراً، غلّفتُ قلبي تماماً حتى لا يراه ولا يقترب منه أحداً، ودفنتُ ذاتي وهوّيتي، وصرتُ تماماً كما تريديني أسرتي أن أكون، وكما يريدني مجتمعي الذي يرفض ويكره الاختلاف والانفراد، ويسجن المثليين، ويُحقّر المرأة التي تميل للمرأة، ويلعنها ويطردها من رحمة الله.

بالرغم أنني أحبُّ الله كثيراً، أحبُّ الله وألجأ إليه، أصلي له وأبوح له همومي وأسراري وأتوكّل عليه. لكن تم تلقيني أنه لا يمكن لواحدةٍ مثلي أن تحب الله، لا يمكن لمسخٍ مثلي أن تكون امرأة مسلمة، عليّ أن أختار بين مثليّتي وبين حب الله، لأن الله لا يحب الذين يميلون لبني جنسهم.

ومهما صرخت أنه ليس اختياري، ليس اختياري، أنا لم أختر أن أكون مختلفة، لم أختر أن أحب الفتيات، لو كنت أستطيع تغيير ذاتي لفعلت، الحياة في هذا المجتمع المنغلق، الأعمى، الخانق صعبة كما هي، فلماذا أختار تعقيدها أكثر؟ لماذا أجني على نفسي في مجتمع يقهرني ويلومني لولادتي كما أنا؟

كلمات الناس تقتلني، كلمات أمي عندما تنظر إليّ وتسألني بحسرة وحزن: "لماذا لا تكونين أكثر أنوثة؟"

كلمات الشباب في الأماكن العامة، عندما يسخرون من مظهري، أو أسلوبي في المشي، أو ملابسي،

كلمات أقرب صديقة لي، التي أعرفها منذ طفولتي، بعد أن جمعتُ كل قوّتي وشجاعتي لأبوح لها بسرّي، كنتُ أرتعد خوفاً، كنتُ أخشى أن تتركني، أن تنهي صداقتنا، أن تتغيّر بعد أن تعرف حقيقتي. سكتت برهة ثم قالت: "تعرفين أنه لا يمكنكِ أن تكوني فتاة مسلمة ومثليّة في نفس الوقت أليس كذلك؟". تمنيتُ لو أنني أبقيتُ قلبي مغلفاً وهويّتي سراً.
لا أريد أن أختار، أحب الله، لا أريد أن أخسر صديقتي، لم أختر جسدي، لستُ سيئة، ولدتُ هكذا والله لا يخطئ.

















8 Mar 2019

قالوا



إذا اهتمت بمظهرها قالوا سطحية

وإذا اهتمت بدراستها قالوا معقدة

وإذا أحبّت الكتب والقراءة قالوا  اشدعوى يعني ذابحتج الثقافة

إذا ضحكت قالوا هبلة وخريشة

وإذا صارت جديّة قالوا ودرة ودمها ثقيل

إذا اشتغلت وطمحت قالوا مهملة، مو مهتمه في بيتها وعيالها

وإذا اختارت البقاء في البيت والتفرّغ لتربية أولادها قالوا موطموحة، كسلانة

وإذا تكلمت بلغة أجنبية قالوا تتفلسف

وإذا تحاورت بمواضيع تهمها ومن اختصاصها قالوا ما تفهم

وإذا سكتت تجنباً للنقد قالوا ما تعرف شي ومخها فاضي

إذا طالبت بحقها بهدوء، لا يأخذونها على محمل الجد وقالو ضعيفة

وإذا طالبت بحقها بقوّة وجُرأة قالوا شيطانة، قليلة أدب، ولسانها طويل

إذا خرجت من البيت قالوا صايعة

وإذا لزمت البيت قالوا نكدية ما تعرف تستانس

إذا حضرت كل الأفراح وكل الدعوات قالوا انتي كله برة البيت؟ ماتقعدين!

وإذا اعتذرت عن حضور الأفراح والعزائم قالوا موسنعة، ما تعرف الواجب

إذا رفضت مساعدة زوجها مادياً قالوا ترى الحياة مشاركة وتضحية

وإذا أعطت زوجها قالوا محّد قالج! إنتي خبلة ليش تعطينه؟! 

 إذا لم تكن متدينة قالوا قحبة*

وإذا اهتمت بالدين قالوا صيري قحبة حق زوجج

إذا رقصت بالأعراس ضحكوا عليها وقالوا تافهة

وإذا رفضت الرقص لأنها تخجل ولا تجيده قالوا لازم ترقصين حق زوجج، الرجل يحب اللي ترقص له

يمنعونها من الحديث مع أو النظر إلى الرجل، ويقولون لها أن كل رجل غريب عنها حتماً سيكون سيء ويريد استغلالها فقط والضحك عليها، ثم يجبرونها على الزواج من رجل غريب.

يغمضون عينيها عن الجنس ويقنعونها أن الجنس شيء قذر ويقولون لها "أهم شي في البنت الخجل والبراءة، ومن دون الخجل والبراءة لن يقبل بكِ أي رجل كزوجة". ثم يقولون لها يجب عليها ألاّ تكون خجولة وبريئة في فراش زوجها وإلاّ تركها لأخرى، لأن الزوج لا يحب بالبريئة الخجولة في الفراش"!





*المرأة القحبة: أي المرأة الباغية التي تمارس البغي

لكن القحب في اللغة العربية هو السعال، فيقال أصابها قحاب (أي أصابها سعال)، أو قحب الرجل (أي سعل بشدة)، وفي الجاهلية كانت المرأة الباغية تسعل (تكح) كوسيلة للفت نظر الرجال أو دعوتهم إليها.