31 Jul 2018

الميزان



بدأتُ مؤخراً في كتابة مقالات عن موضوع النسويّة، بهدف أن أضمها كلها في كتاب يوماً ما. لازلتُ في البداية، وطريق الكتابة لايزال طويلاً. ولأنني مهتمة بما يحصل على أرض الواقع بالنسبة للمرأة التي تتعرّض للتحرّش الجنسي في الكويت؛ من قضايا هتك العرض أو المواقعة بالإكراه، ذهبتُ لنيابة الجرائم الجنسية في الرقعي، لآخذ المعلومات من وكلاء النيابة ذاتهم عن كيفية التحقيق في تلك القضايا وما إذا كانت المرأة المجني عليها تؤخذ على محمل الجد في شكواها من عدمه.

أفاد وكيل النيابة أن قضايا هتك العرض والمواقعة بالإكراه كثيرة، وأنه عندما يستدعي المجني عليها ليأخذ أقوالها تأتيه باكية ومُحطمة، لكنه يتفاجأ بعد استدعاء الجاني بأنه كان، أو لايزال على علاقة بالمجني عليها، ويبدأ بالحلف لوكيل النيابة أنه قد مارس مع المجني عليها كل تلك الأفعال مسبقاً ولم يكن لديها أي مانع، وأنه تفاجأ بقيامها بتقديم شكوى ضده.

هنا قلتُ لِوكيل النيابة: "وإن كانت فعلاً على علاقة به مسبقاً، وإن كانت قد رضيت بالتقبيل أو حتى المعاشرة الجنسية مسبقاً، هذا لا يعني أن الجاني يستطيع إجبارها في كل مرّة يراها، لابد من توافر رضاها في كل مرّة كي لا نكون أمام إكراه، لا يحق للجاني أن يستند على رضا سابق ليفعل ما يريد، لا يستطيع أن يبني أفعاله على رضا سابق. توافر الرضا لازم في كل مرّة".
فيرد وكيل النيابة أنه يجب أن يعتمد على تحريّات ضباط المباحث، يقول: "المسجات التي بين الجاني والمجني عليها وعدد المكالمات، خصوصاً في اليوم الذي وقعت فيه الحادثة، وفي الأيام ما قبل وقوعها، وبعد وقوعها أحياناً تؤكد أن الطرفان لازالا على علاقة".
أقول له: "نعم قد تكون لا تزال على علاقة معه لكن ذلك لا يبرر الاغتصاب، قد تكون خارجه معه بالسيار ولا تريده أن يلمسها، وقد تكون معه في مكان خاص ولا تريده أن يلمسها، كونها خرجت معه بإرادتها لا يبرر اغتصابه لها. أتعلم أستاذ مدى الأذى النفسي، مدى قهر وانكسار المرأة إذا ما جاءت إليك تقول لك باكية أنه قد تم اغتصابها، فترد عليها أنت أنه كان عليها عدم الخروج مع الجاني، أو عدم الموافقة على رؤيته، أو أنها طالما كانت على علاقة بالجاني مسبقاً وسمحت بالفعل ذاته مسبقاً، فلا يحق لها الرفض لاحقاً".

فيقول لي وكيل النيابة: "أنا لا أبالي ببكائها ولا بحلفه. عندما تأتيني المجني عليها تبكي، أضع كل دموعها وبكائها في الجرار"، ثم قام بحركة سريعة بيده بفتح وإغلاق جرار مكتبه الخشبي بقوّة وانفعال، ثم كرر: "لا يهمني بكاؤها ولا حلفه، ما يهمني هو تحريات المباحث، وكثيراً ما يتضح أن المجني عليها تعرف الجاني، بل وقد تكون زوجته المنفصلة عنه جسديا ولا تزال تعيش معه في البيت من أجل الأولاد، وبعض الأحيان أيضاً طليقته التي تعيش معه بنفس البيت من أجل الأولاد". 
تخيلتُ دموع النساء التي يضعها وكيل النيابة في جرار مكتبه ويغلقه بعنف، تخيّلتُ دموعهن تتسرّب ببطىء من جوانب وزوايا الجرار وتتساقط قطرة، قطرة على السجادة، فتتكون بقعة داكنة اللون تتسع وتتمدد تحت قدميه. تخيلت كفتيّ الميزان، إحدى الكفتين منخفضة تماماً مثقلة بالدموع، تتصبب القطرات من أطرافها. والثانية خفيفة ومرتفعة تملؤها كلمات الحلف. 















28 Jul 2018

هرم الطغيان


 امرأة كويتية بلهاء فارغة العقل والضمير وظيفتها في الحياة وضع الأصباغ على وجوه النساء تقضي أيامها في تعلّيم نساء أشد منها غباءً حِيَل لتصغير الأنف، ونفخ الفم، وتكبير العين بالمكياج، لا يعنيها ولا يعنيهن بتاتاً أن الرموش الاصطناعية التي يتهافتون على شرائها لتجميل عيونهن يتم نزعها من أجساد حيوانات ضعيفة، لأن همهّن الوحيد هو العيش في كذبة الجمال التي خدعتهن بها شركات التجميل الأوربية ليصرن مصدر دخل عظيم لتلك الشركات العبثيّة التي تقتات على تكسير ثقة المرأة بذاتها بإيهامها أنها لا شيء إن لم تكن جميلة.
تصرّح هذه المرأة الساذجة بأنها غير راضية عن التعديلات القانونية التي صارت تلزم كفيل الخادمة بإعطائها يوم واحد راحة في الأسبوع كحق بشري أساسي. وعبرّت عن سخطها اتجاه التعديل الآخر الذي يمنع الكفيل من الاحتفاظ بجواز سفر الخادمة لأن في ذلك مخالفة للحقوق اللصيقة بالإنسان. جاءت هذه التعديلات القانونية أخيراً بعد عدد هائل من وقائع تعذيب، وظلم وجور، والمعاملة الحيوانية التي يتم التعامل بها مع الخادمات الأسيويات في المجتمع الكويتي الذي يدعي الدين، والسلام، والكرم والطيبة، وأنهم أروع بلد، وأفضل ناس، ويخشون الله، ويتهافتون لعمل الخيرات ولا يرضون بالظلم ولا الاضطهاد.
وسائل الإعلام التي تداولت الخبر لقبّت المرأة - خبيرة المكياج - بأنها "شخصية مؤثرة"! لا أدري هل أضحك أم أبكي أن الشخصيات المؤثرة في بلدي هم بائعون الكذب والوهم، بينما الشخصيات المؤثرة في الدول الراقية هم المثقفون، الكتّاب، العلماء، الفنانون والمفكرون.
اضطهاد وقمع المرأة الكويتية للمرأة الأضعف منها (الخادمة) نتيجة طبيعية وحتميه في بلد ذكوري، أبوي كالكويت. لأن القمع والاضطهاد هو مرض اجتماعي سياسي يعتمد على "الفوقيّة". ففي النظام الأبوي يكون هناك سلطة ذكورية مستبدة تجثم على البلاد وتراقب: إن تكلّم هذا بكلمة مخالفة للسلطة سجنته، وإن ذاك عبّر عن رأي مخالف لرأي السلطة عاقبته، وإن ارتدت تلك ملابس لا تتماشى مع الفكر السائد هددتها بجهنم وبجواز اعتداء الرجال عليها.. وهكذا. 
النظام الأبوي المستبد الذي يحكم الدولة ويتسلّط ويضطهد، تنعكس صورته في الأسرة؛ فتحت النظام الأبوي الرجل الكويتي مقيّد ومُضطهد يتحكم رجل آخر (غالباً والده) بمصيره، يجبره على تخصص دراسي معيّن، يختار سيارته ويشتريها له، يقوده باتجاه وظيفة محددة (أو الحكومة ترمي بالرجل في وظيفة لا يرغب بها و يؤمن هو أن ليس له خيار آخر)، لا يختار الرجل الكويتي زوجته حسب رغبته، بل حسب ضوابط حددها له المجتمع مسبقاً، أو يُجبر على الزواج من ابنة عمه أو من قبيلة محددة، لا يختار أسماء أبناءه بل يجبر على التسمية على أباه، أمه، جده، إلخ، لا يختار عدد أبناءه فالمجتمع يفرض عليه إنجاب ثلاثة على الأقل. وفي مجتمع يكون الرجل فيه دائماً مُراقَب كي لا يخطئ، لا ينضج الرجل أبداً. لأن النضوج يعتمد على ارتكاب الأخطاء والتعلّم من التجارب. لذلك فالرجل الكويتي ساذج سطحي هش لا يحسن التصرّف ولا يتقن اتخاذ قرارته ويحتاج لمن يتخذ قرارته بدلاً منه. ولأن الرجل الكويتي مُضطهد، يشعر بالضعف لأنه تحت سيطرة السلطة الأبويّة التي تتحكّم به، لا يشعر بكيانه ولا حريته فهو يحتاج لشخص يقوم هو باضطهاده، حتى يشعر بشيء من القوّة، فيضطهد المرأة التي هي أضعف منه جسدياً، يحدّ من حريتها، يحدد لها ما يجوز وما لا يجوز لها فعله، لبسه، قوله، التفكير به، يُحقرها، يخوّفها، ويصغرها عن طريق اسكاتها، تهميشها، والضحك على رأيها، وفي الكثير من الأحيان يضربها ويعنّفها كوسيلة للتعويض عن ضعفه وانكساره وانعدام حيلته تحت ضغط السلطة الأبوية عليه. 
المرأة بدورها تشعر بالاضطهاد والانكسار تحت سلطة الرجل الأبوية الذكورية، تشعر أن الحريّة الوحيدة المتاحة لها هو اللعب بشكلها الخارجي، فتقضي حياتها بالخربشة بالمكياج على وجهها كالدمية حتى يُخيّل لها أنها تملك خيارات، وتلبس وتخلع الثياب حتى يبدو لها ولو للحظة أنها حرّة وأنها تحيا، وإن كانت ربع حياة. ولأنها مضطهدة فهي تبحث عمن تستطيع أن تمارس عليه الاضطهاد، فتضطهد الخادمة لأنها أضعف منها، تحد من حريّتها، تحدد لها ما يجوز وما لا يجوز فعله، لبسه، قوله، والتفكير به، تحقّرها، وتعنفها، وتدفنها تحت الأعمال المنزلية التي لا تنتهي حتى تشعر أنها ذات سلطة وذات قرار. وفي الكثير من الأحيان ينصب جور واضطهاد المرأة على أبناءها وخصوصاً الإناث. 
الأبناء بدورهم تعلموا التسلط والاضطهاد من الأب والأم، فإما أن يمارسونه على بعضهم البعض (الكبير على الصغير) أو يمارسونه على الخادمة كما تفعل ماما، أو يمارسونه على ماما كما يفعل بابا، أو يمارسونه على حيوان ضعيف، كالاستمتاع بحبس عصفور في قفص، ركل قطه، ضرب كلب، وهكذا..
الاضطهاد والقمع مرض "فوقي"، حتى أنني أحياناً أشاهد موظف مصري يعمل عملاً وضيعاً في الكويت (حارس، مندوب، سكرتير) يتسلط ويضطهد عامل النظافة الأسيوي، لأن الأسيوي هو الوحيد الأصغر منه، فيضطهده ليشعر بذاته.
لكن لكي نقضي على الاضطهاد يجب أن نبدأ من التحت إلى الفوق. أن نبدأ بالعصفور المحبوس في قفص الذي ندعي أنه يغني لنا فرحاً بحبسه، يجب أن نبدأ بتحرير أضعف مخلوق في هرم العنف الذي بنيناه أولاً. فما دُمنا نستمر بالعيش في وهم أن الطائر الحبيس يغرّد من شدّة فرحه وحبّه لسجّانه، سيستمر الأطفال بقمع وباضطهاد بعضهم البعض، ستستمر المرأة باضطهاد الخادمة، والرجل باضطهاد المرأة، والسلطة باضطهاد الرجل. وذلك لأنه أكثر الناس ظلماً، قمعاً، واضطهاداً هو ذاته أكثر من يُعاني من الظلم، والقمع، والاضطهاد. 

كما قال الكاتب والمفكر الفرنسي - فيكتور هيوغو: "لدينا طغاة لأننا نحن طغاة"























27 Jul 2018

في هذه البقعة التعيسة



أسابيع وأشهر من العواصف الرملية الشديدة، صخبٌ وعجاج، رياح عنيفة ترمي بالأتربة بالوجوه، والطرقات والمنازل، الحياة مصفرّة، باهتة، جافّة، الخروج من البيت كريه ومُتعب وفقط للضرورة القصوى لجلب الحاجات الأساسية، في البيت يتسلل الغبار العنيد من تحت البيبان، من الثقوب المسدودة، ينسلّ من النوافذ محكمة الإغلاق، غبار لعين زاحف كوحش بلا وجه ولا جسد ولا أطراف يدفن الصدور ويُهيّج الأمراض..
يبدأ التهيّج في عيناي تدريجياً، أشعر برغبة شديدة في حكّهما، صارتا تدمعان بشدّة، يبدأ الألم و الاحمرار، أضع القطرات لأخفف الحساسية، لا يتوقف الألم ولا يهون الاحمرار، هذه القطرة هي الثالثة من نوعها التي أشتريها كعلاج، لا فائدة. تشتعل الحكّة وتتهيّج، أضطر لدعك عيناي ليسكن الألم، يتفجّر العوار، ينتقل بسرعة البرق إلى كل أنحاء وجهي، يبدع الصداع بالضرب، تبدأ تقرحات البلعوم، الرشح، التصبب، جسدي كله منهك يتداعى لألم عيناي، لا أستطيع رؤية شيء، أستخدم كمادات الماء الباردة، عيناي فوّهتا حريق، لا بل عيناي بركانان يحترقان ويحترقان، أنهارعلى الفراش، أغطي عيناي بفوطة باردة، أنتظر لتخفّ أوجاعي قليلاً..
يقول لي أحد الأطباء أن الكثير من مرضاه الذين يعانون من أمراض الصدر والربو اضطروا للهجرة، لم يعد أي دواء قادراً على تخفيف أوجاعهم، صار التنفس في هذا المكان مستحيلاً..
أُفكر بكل مساجين الرأي، أٌفكر بالمفكرين الذين مُنِعوا من نشر وطرح أفكارهم، أفكر بكل الكتب الممنوعة، أُفكر بكل ما هو ممنوع، عيب، وحرام، وغلط، أفكر بالخوف الذي يسيطر على الجميع يجعل التقرّب، والصداقة، والحميمية، والثقة مستحيلة، خوف يجعلنا نفكر مئات المرات فبل التفوّه بكلمة واحدة، أفكر بالحُفَر التي نسميها بيوتاً ندفن فيها ذواتنا لنحتمي من واقعنا الغريب، أفكر كيف أنه لا وجود لأي مكان يستطيع فيه الأطفال الركض أو اللعب، أفكر بالمجمعات التجارية العملاقة حيث يتسابق ويلهث شعب تعيس ملعون محروم لشراء ملابس لا يحتاجها ليجعل التاجر الثرّي أكثر ثراء.. أفكر كيف الحياة في هذه البقعة التعيسة من الأرض مستحيلة..

















22 Jul 2018

Images from Paris 3




July 2nd 2018 – Paris


I looked around the tiny hotel room, our stuff scattered everywhere. Garments I washed in the bathtub last night because I hate packing dirty laundry; socks laid on the radiator, pants on the windowsill, a dress hanging on the wardrobe door dripping wet, making a tiny puddle on the carpet.

Maps and tour brochures strewn on the floor, complimentary bits and bobs on the table, gadgets and phone chargers, combs and hairclips, my straw hat on top of the lamp, lenses and glasses, juice and water bottles, pens and notepads, earrings I took off last night and was too lazy to put away, perfumes and lotions, left over biscuits - a late-night snack! Two suitcases, one big, one small, open mouthed like hungry monsters waiting to devour whatever we put in them. Sample shampoos and shower gels we’ve carried with us from previous hotels, a watch, a vape, my purse, Jori’s backpack, books we promised we wouldn’t buy until the last day of our trip in London, so we wouldn’t struggle with the weight! Loose change, packets of tissue and feminine towels, and clothes, clothes, clothes! How do we accumulate so much stuff? The thought of fitting everything back in bags *neatly* baffles and exhausts me.

Leaving is not like arriving. Arriving is exciting and full of promise and expectation, like a fresh clear morning, like a well wrapped present waiting to be opened. Departing, on the other hand is messy, it requires skill and efficiency; the things bought with delight are now tedious to pack and too heavy to carry. I worry the beautiful watercolor paintings I bought from street artists will curl-up or crease when packed in a stuffy case.

And here it is. A city. We lived here, a short but memorable stay. We ate here, we laughed here, we gaped, dizzy and awestricken by the architecture, the beauty, the art. And now, we won’t be here anymore. Our hotel room filled with someone else’s gadgets, someone else’s chaotic mess. And the city will go on; the bustle, the horrific driving! The morning rush. The locals who bought two baguettes every morning, and walked home with two baguettes every night, the drunken singing and laughter rising from dark pokey bars.

It’s Monday, the people who seemed so cheerful, so welcoming, so smiley and ready to give directions yesterday, are oblivious to us this morning, walking purposefully to their jobs, with stern faces, back to reality, mundane work and responsibilities, even the church bells sound grave. As we head to another city, London, the narrow roads, the fitted grey suit, the Ploughmans sandwich, the cloudy sky, the underground, the most attractive flag. Someone - at this moment -  is rushing to vacate the room we’ll be staying in; papers and maps tucked in hurriedly, crumpled suits and unclean shirts shoved in with haste.. Life, people, things.


















21 Jul 2018

Images from Paris 2


June 29th 2018
The heat of Paris, the lightness of crossing a narrow-cobbled road sandwiched between two souvenir shops, where small, multicolored Eiffel towers hung in clusters and chimed in the warm breeze. A Parisienne girl cycles, long tanned legs, short brown hair, floaty red skirt, her lace bralette showing underneath her sheer white blouse, like a water color made by a French street artist.

Cities are people, each with a unique personality, each has something the other lacks. Paris is the quaint boulangerie, the baguettes, the ridiculously large green and pink meringues. Green meringues! The glittering Seine, the sweet-talking men, the gypsy beggar who sits near the market, a few coins inside an empty McDonald’s paper cup, her pet rabbit nibbling on a carrot.

The simple and wonderful pleasure of looking out my hotel window every morning and seeing, the little grocery down the street; ‘Bonjour, je peux acheter une peche s’il vous plait?’ and always the lovely ‘bien sur’ in response. Then the divine pleasure of tucking my teeth into the sweet, full, pink-orange flesh, the burst of flavor, the juice, the joy, in utter satisfaction, I nod; no this can’t be a mere peach, it’s definitely a peche. Language, words, things take different meaning, tastes, and feeling.











20 Jul 2018

Images from Paris 1


June 30th 2018 - Paris

First time attending Gay Pride
I saw how liberated one can be, when one has courage to liberate oneself.
We’re all imprisoned by our false beliefs, by our bodies, by our cultures, by our childhood traumas, by shitty parents, by abusive ex-husbands, by crappy ex-lovers, by the poisonous lies our restless minds smother us with.
We each have one story, one story. We like to believe we’re different from who we were in the past. We say 'it was another lifetime', but unlike milk teeth, we don’t shed our bones, where our stories quiver, the way temple pillars ache with the screaming echoes, and pleading murmurs of the damned and the lonely.
We want to be seen, we want to be proud of the shame that defines us, we want to burn all the shame that doesn’t, we want to be as brave as the LGBT community, we want to shout, ‘look at me, I’m not trapped in the wrong body but I bleed’, ‘look at me, I’m not attracted to people from my own gender but I hurt’. Instead we stand silently on the sides, sidewalks crowded with reasonable people, sensibly dressed, we cover our shame well. We smile, we wave, we take photos, we chant our support, hoping one day we will be liberated too.







15 Jul 2018

أب يقتل ابنته خنقاً، عادي


مواطن يقتل ابنته خنقاً في منطقة سعد العبدلله، عادي! لن يتكلم أحد ولن يستنكر أحد، وبعدين منو فاضي!؟ كأس العالم وكرة القدم أهم.
قضايا النساء المعنّفات في المحاكم الكويتية وصلت إلى 600 قضية السنة الماضية، وما لم يتم توثيقة أكثر، والمعنفات اللاتي يخشين التبليغ أكثر، عادي!
ناشطة في حقوق المرأة في الكويت تصرّح أن المسح الذي أجرته كشف أن العنف ضد المرأة الكويتية يحدث في 79% من الأسر، عادي!
نقيب يصرّح أن هناك عدد كبير من النساء اللاتي يبلغن عن العنف الجسدي الواقع عليهن من قبل أزواجهن يومياً، لكن الإدارة تحاول حل الأمر ودياً بين المعنفة وزوجها من دون تحويل البلاغ إلى قضية، حتى عندما استخدم أحد الأزواج سيارته للاصطدام بسيارة زوجته محاولاً قتلها، عادي!
قضايا التحرّش الجنسي ضد المرأة - إذا كانت المرأة بالشجاعة الكافية للتبليغ عنها - يتم حفظها من دون تحريك إجراء قانوني ضد المجرم، عادي!
رئيسة الحملة النسائية (إيثار) أفادت أنهم يقومون باستئجار أماكن لإيواء الفتيات الكويتيات المعنفات من قبل أسرهن، بالرغم أن استئجار إيثار لهذه الأماكن غير قانوني، إلاّ أن الدولة لا توفر للفتيات المعنفات ملجأ آمن، وأن الكويت مخالفة للمعاهدات الدولية التي وقعت عليها والتي تهدف لِحماية المرأة، عادي!
نعلّم الفتاة منذ عمر صغير جداً أن لا تقترب من الرجال، أن لا تثق فيهم، أن لا تصدقهم، أن الرجال عبارة عن وحوش، ذئاب، كلاب، سيفترسونها، سيستغلونها، سيكذبون عليها، سيغتصبونها، عادي!
نعلّم الفتاة منذ عمر صغير جداً أن تغلق رجليها، أن تنزل عينيها، أن تخاف، أن تستحي، أن تصمت، أن ترضخ، أن تتغطى بكفن أسود من رأسها إلى أخمص قدميها، نعلمها أنه يجب عليها فعل ذلك لأن الرجل كالحيوان، لا يُلام، لا يستطيع التحكم بشهواته، أنه يراها مجرّد جسد، أنها ليست إنسان، عادي!
ما لم نعلمه الفتاة الصغيرة هو أنها ليست بأمان مع والدها الذي قد يقتلها خنقاً، أنها يجب أن تخشى أخيها، وزوجها، وزميلها، وابنها، والضابط الذي ستذهب لتشتكي له في المخفر، والمحامي الذي سيترافع عنها، والقاضي الذي لن ينصفها، عادي!

























9 Jul 2018

When Men Gift Women Freedom, I'm Not Grateful.



First of all, I’m happy that Saudi women can finally drive. What makes me unhappy, however, are the circumstances in which Saudi women were bestowed their freedom of movement.

All too often in the Arab Islamic world, men highjack women’s most basic rights and freedoms. Arab Muslim men use religion to manipulate women into believing that a specific right or freedom - in this Saudi case, the freedom to drive - is not good for women, is not safe, is against the teaching of Islam, and therefore a Muslim woman who drives is immodest, and lacking in faith. Saudi men also emphasized all the horrors that will fall upon Saudi society if women drove, specifically rape. Saudi men reiterated that women driving cars will cause Saudi men to rape them. Which says a lot about how modest, and God fearing Saudi men are.

I understand the Saudi Women’s fight to drive and gain autonomy well, because in Kuwait, women had to fight a similar fight to gain political rights. Since the early fifties, Kuwaiti women have been calling for their political rights (the right to vote and run for parliament). We had to wait until 2005, when American President George W. Bush pressured the late Kuwaiti Sheikh to give women the vote.

Throughout the years, when Kuwaiti women marched, protested, wrote, and demanded parliament members to acknowledge their constitutional right to vote and run for office. Kuwaiti men and legislators used similar ludicrous religious arguments on how it was immodest for a Muslim woman to vote, or run for parliament, and how it was against Islam. There is nothing in the Muslim faith that forbids women from voting or driving. There’s, however, an ingrained obsession in Muslim Arab men to control and oppress women.

What happened in Saudi infuriates me, because so many strong, educated Saudi women demonstrated, they took action, they put their lives in danger, they were incarcerated for driving a car. Only to have the crown prince casually lift the ban as if it was never really an issue, at the very convenient time when the Saudi economy is suffering, due to the high cost of the Yemeni war, oil price drops, and other economic issues. Saudi women were not given their right to move freely because of the long fight they led, but due to the whim of a privileged man. Saudi women’s voices were ignored until the economy decided to reach its greedy hands into Saudi women’s wallets. This economic agenda is emphasized further as Saudi women were recently allowed to buy tickets to and attend football matches. Football stadiums being another space off limits to Saudi women before the deterioration of the Saudi economy.

I was watching a recently made Youtube documentary https://www.youtube.com/watch?v=qB0rxjRD0vA&t=1397s, that followed the lives of several Saudi women, after the driving ban was lifted. The interviewer (a western lady) asked them about how their lives are going to change now that they can drive. She asked them about their work, and the relationships they had with the men in their lives. Needless to say, all Saudi women in the documentary came from privileged wealthy backgrounds. You watch them test driving expensive German cars, at luxurious, shiny tiled motor agencies. And say things like “I come from a family of merchants, and so when I finished university, my father helped me start my own business, designing colorful “Abayas” and decorated prayer rugs, it’s not hard for a Saudi woman to run a successful business if her idea is a good one”. Another middle-aged woman explained how her father forbade her from continuing her higher education and married her off to her cousin. Her husband then allowed her to go to university, and in that respect she was lucky, she explained.

I want women to drive and move freely. I want women to vote and run for parliament, I want them to go to university if they wish to do so, and build successful businesses. I want women to have full autonomy over their lives and the choices they make. But I don’t want these essential basic freedoms to be given to women whenever it is convenient for men to do so. I don’t want women’s rights to be in the discretion of men, a gift only a man can give a woman, and then bask in the bright warm glow of the hero, written down in history as the man who allowed women to drive or vote, or get an education.