12 Nov 2018

قضية منع الكتب في الكويت




صدر قانون المطبوعات رقم 3/2006، ليضع بعض القيود على ما يجوز وما لا يجوز نشره، ونوعيّة الكتب التي يجوز استيرادها. المادة (7) من القانون تنص على أن الكتب المستوردة يجب أن تخضع لرقابة الإعلام، لكن المشكلة الأكبر هي في مادة (21) التي تحدد ما لا يجوز نشره في الكتب، تنص المادة على التالي:



يحظر نشر كل ما من شأنه:

1. تحقير أو ازدراء قانون الدولة

2. إهانة أو تحقير رجال القضاء أو أعضاء النيابة العامة أو ما يعد مساساً بنزاهة القضاء وحياد يته أو ما تقرر المحاكم أو جهات التحقيق سريته

3. خدش الآداب العامة أو التحريض على مخالفة النظام العام أو مخالفة القوانين أو ارتكاب الجرائم ولو لم تقع الجريمة

4. الأنباء عن الاتصالات السرية الرسمية ونشر الاتفاقيات والمعاهدات التي تعقدها حكومة الكويت قبل نشرها في الجريدة الرسمية إلا بإذن خاص من الوزارة المعنية

5. التأثير على قيمة العملة الوطنية أو ما يؤدى إلى زعزعة الثقة بالوضع الاقتصادي للبلاد أو أخبار إفلاس التجار أو الشركات التجارية أو المصارف أو الصيارفة إلا بإذن خاص من المحكمة المختصة.

6. كشف ما يدور في اجتماع أو ما هو محرر في وثائق أو مستندات أو مراسيم أو أي أوراق أو مطبوعات قرر الدستور أو أي قانون سريتها أو عدم نشرها، ولو كان ما نشر عنها صحيحاً ويقتصر النشر على ما يصدر عن ذلك من بيانات رسمية

7. المساس بكرامة الأشخاص أو حياتهم أو معتقداتهم الدينية والحض على كراهية أو ازدراء أي فئة من فئات المجتمع أو نشر معلومات عن أوضاعهم المالية، أو إفشاء سر من شأنه أن يضر بسمعتهم أو بثروتهم أو باسمهم التجاري

8. المساس بالحياة الخاصة للموظف أو المكلف بخدمة عامة أو نسبة أقوال أو أفعال غير صحيحة له تنطوي على تجريح لشخصه أو الإساءة إليه

9. الإضرار بالعلاقات بين الكويت وبين غيرها من الدول العربية أو الصديقة إذا تم ذلك عن طريق الحملات الإعلانية

10. خروج الصحيفة المتخصصة عن غرض الترخيص الممنوح لها





القيود التي تضعها مادة (21) مطاطية جداً وتساعد موظف الرقابة في وزارة الإعلام المنع حسب حريته الشخصية، فبند رقم 3 من المادة الذي ينص على منع الكتب التي "تخدش الآداب العامة" تتيح لموظف الرقابة استخدام معاييره الخاصة بما يعتبره خادش أو غير خادش للآداب العامة. وفعلاً، هذا ما بدأ يحصل منذ 2007 ، صارت الوزارة تمنع كتب كثيرة بناءً على أنها تخدش الآداب العامة، أو أنها تحرّض على قلب نظام الحكم، أو تمس العقائد والأديان. وبناءً عليه منعت أعداد هائلة من الكتب، والكثير منها لكتاب كويتيين، من روايات، قصص، شِعر، مجموعة مقالات سياسية، نصوص مسرحية للأطفال، وغيره.

الروائي سعود السنعوسي مُنعت روايته "فئران أمي حصة" على أساس أنها تمس الطوائف الدينية في الكويت، لكن روايته تدعو لنبذ الطائفية لأنها تحكي عن نظرة مستقبليّة يتخيّل فيها الكاتب كويت مفككة بالحروب الأهلية نتيجة تفاقم العنصرية والطائفية في المجتمع.

الروائية بثينة العيسى مُنعت روايتها "خرائط التيه" لأن الرواية تدور حول طفل كويتي يضيع من أهله ويتم اختطافه أثناء الطواف في مكّة (أثناء تأديتهم للحج) وتبدأ رحلة البحث عنه، ويتعرّض الطفل للكثير من المآسي إلى أن يتم العثور عليه. تم منع الرواية على أساس أن فيها مساس بالمملكة العربية السعودية، لكن الرواية تُباع في السعودية وفي مكة بالتحديد! وفي كافة دول الخليج، كما أن رواية السنعوسي (أعلاه) تُباع في السعودية وفي شتى دول الخليج.

أحد الصحفيين الكويتيين، جمَع مقالاته (التي تم نشرها مسبقاً في الصحف اليومية) في كتاب، فمُنع الكتاب باعتبار أن طبيعة المقالات سياسية!

قصة أطفال اسمها "حورية البحر" تستهدف الطفل ما بين سن 5 و 7 سنوات منعت لأن على غلافها صورة حورية البحر، و تم تعليل المنع بأن الصورة فيها إيحاء جنسي.

الكاتبة هبة حمادة تكتب نصوص مسرحية للطفل، تم رفض عدد من نصوصها لأن أحد الشخصيات في النص اسمه علي! وإحدى الشخصيات اسمها عائشة!

وهناك كتب اقتصادية، وفلسفية، ودينية، وشعر و خواطر كلها تم منعها بسبب أنها تخدش الحياء العام.

عبّر الكتاب، الأدباء، ودور النشر عن رفضهم وسخطهم أكثر من مرّة خصوصاً أثناء معرض الكتاب السنوي، وأقاموا بعض الاعتصامات والندوات، لكن من دون جدوى، استمرت الرقابة بالمنع.

في كل مرّة ترد وزارة الإعلام أنه يحق للكاتب التظلم من قرار المنع لكن اللجنة التي تنظر التظلمات هي ذاتها التي أصدرت قرارات المنع! فلن يكون هناك حيادية في اتخاذ القرار. كما تدعي الوزارة أنه يحق للكاتب اللجوء للقضاء، وطبعاً يجب على الكاتب توكيل محامٍ ودفع أتعاب وانتظار مدة طويلة إلى أن يصدر حكم المحكمة، وفي كل مرّة يصدر حكم المحكمة لصالح الكاتب، تستأنف وزارة الإعلام الحكم ويقضي الكاتب سنوات إضافية في المحاكم مطالباً في حقه في نشر أفكاره!

تدعيّ وزارة الإعلام أن أعضاء لجنة رقابة الكتب هم أفراد على درجة عالية من العلم، ومنهم أكاديميون، و بعض من أعضاء رابطة الأدباء. لكنهم منعوا كتباً لأنه ترد فيها كلمة "نهد"، وكتب أخرى وردت فيها كلمة "الرب"، مدعين في ذلك أن كلمة "الرب" مستوحاة من الديانة المسيحية، وأنهم يخشون على الأطفال والنشء من أن يتعودوا على استخدام هذا اللفظ الذي لا يتماشى مع الدين الإسلامي.

بعد ضغط عدد من الأدباء على نواب مجلس الأمة لتبني القضية بصورة جدية أكبر، وجّه النائب خالد الشطي (هذا حصل مؤخراً قبل بضعة شهور2018) سؤال لوزير الإعلام؛ بأن يفيده بعدد الكتب الممنوعة في الكويت، ولماذا تم منعها من قبل وزارة الإعلام؟ جاء الرد على شكل 16 صندوقاً كبيراً مليئاً بالكتب الممنوعة. وقد وصل عدد الكتب الممنوعة في الكويت اليوم إلى 4590 كتاب تم منعها خلال الخمس سنوات الأخيرة.

تم دراسة التقارير المرفقة مع كل كتاب والتي تبيّن سبب المنع، وكلها كانت في إطار: "خدش الآداب" و"التأثير على العقائد"، و "مساس نظام الحكم".

الأمر الذي دق ناقوس الخطر لدي أنا ومجموعة من الأفراد المهتمين بالكتب، المحبين للقراءة، بالإضافة للكتاب والأدباء طبعاً. هو أنه مؤخراً تم منع كتب كانت تُباع في الكويت منذ عشرات السنين: كتاب نهج البلاغة، أشعار أحمد مطر، روايات ومسرحيات وأشعار غسان كنفاني، أشعار نزار قباني، أشعار فهد العسكر، كتب الدكتور أحمد الخطيب، كتب الدكتور على الوردي، روايات واسيني الأعرج، كتب عبدالرحمن منيف، روايات ناصر الظفيري، روايات غابرييل غارسيا ماركيز، روايات دوستويفسكي، وفيكتور هيوغو، وجبران خليل جبران، وآخرين كثيرون.

 وقفنا في اعتصامنا الأول أمام وزارة الأعلام، في يوم السبت، 1 سبتمبر 2018، أنا وابنتي ومجموعة من طلابي وطالباتي، وبضعة من المهتمين لنظهر احتجاجنا على الرقابة التعسفية، وكان عدد الحضور قليل، 40 شخص فقط. وفي نفس اليوم نشرت وزارة الإعلام تصريح بأن الكاتب المتضرر يحق له التظلم أو اللجوء للقضاء.

ذهبت لمقابلة وزير الإعلام لنظر ما إذا كان هناك مجال للنقاش والوصول لحل، بالرغم أنه القانون الذي يحتاج تعديل، وبالتالي الأمر من اختصاص مجلس الأمة، لكن من الضروري بالنسبة لي معرفة وجهة نظر الوزير، فذهبت مع مجموعة من المهتمين لمقابلته، وقد أكّد لنا أنه ليس هناك تعسف وأن لجنة الرقابة تقوم بدورها وفقاً للقانون، لكنه على استعداد للتعاون معنا. وجهنا عدّة له مطالب، منها: جعل الرقابة على الكتب لاحقة وليست سابقة، فالرقابة على الصحف في الكويت لاحقة؛ الصحف تُطبع وتُوزّع وإذا شعر الأفراد أن فيها مساس بالدين أو الآداب العامة استطاعوا اللجوء للقضاء. طلبنا أيضاً تعديل مادة (21) من قانون المطبوعات لأن هذه المادة عامة جداً وتسمح لموظف الرقابة استعمال معاييره الشخصية في قراراته بالمنع. وطالبنا بإطلاق سراح كل الكتب الممنوعة. وأخيراً أن يتم استبدال أعضاء لجنة الرقابة بآخرين من الأدباء والكتاب والمثقفين. لم يوافق الوزير على أي من مطالبنا لكنه أقر أنه مستعد لتشكيل لجنة من الأدباء من تزكيتنا، وهذه اللجنة تشرف على لجنة الرقابة الموجودة. وبالرغم أن هذا الاقتراح سيّء جداً ولن يؤدي إلاّ للمزيد من البيروقراطية، إلاّ أننا اقترحنا عدّة أسماء من الكتاب والأدباء، وبعد أن تحدثنا معهم عن تشكيل هذه اللجنة أبدوا رفضهم القاطع باعتبار أن رقابة الكتب هي ضد كل مبادئهم ككتاب ومفكرين.

عُدنا للوزير مرّة أخرى وطلبنا بأن تكون اللجنة الجديدة مكونة من مجموعة من الأكاديميين، وأن تكون ذات سلطة حقيقية وليست مجرّد لجنة شكلية أو اشرافية على لجنة الرقابة الموجودة حالياً. مازال التفاوض مستمراً.

أقمنا اعتصامنا الثاني في يوم السبت 15 سبتمبر، في ساحة الإرادة، وحضر الاعتصام 200 شخص. حيث بدأ الأفراد باستيعاب أن هناك مشكلة حقيقة، وليست مجرّد محاولة لفت نظر الكاتب لكتابه الممنوع.

تكلمنا مع النواب، لم نجد منهم الكثير من التجاوب. وقد طلبتُ من أحد الزملاء المحاميين رفع دعوى مضمونها عدم دستورية قانون المطبوعات رقم 3/2006 لأنه يتناقض مع الحقوق والحريات التي ينص عليها الدستور الكويتي، وقد بدأ في إجراءات الدعوى، تطوعاً، من منطلق مسؤوليته الاجتماعية.

نحن الآن نسعى لخلق وعي اجتماعي، نريد للمجتمع أن يدرك ويعي أن الموضوع جدّي، فهناك من يقول أن المنع أمر تافه لأن كل الكتب موجودة في الإنترنت، والرد على ذلك أن من يمنعنا من قراءة الكتب اليوم، لن يتأخر عن حجب المواقع الإلكترونية، ومنع استيراد الكتب من الخارج، وبالفعل تم حجب بعض المواقع، ويتم ايقاف أي كتب تصل للجمارك واحالتها لرقابة الإعلام حتى لو كانت لاستعمال الفرد الشخصي (أي ليست للبيع). نريد أن نحمي المكتبات، نريد أن نحمي معرض الكتاب (الذي صارت الكثير من دور النشر العربية تمتنع عن المشاركة فيه بسبب قيود وزارة الإعلام)، نريد للمجتمع أن يدرك أن ما يحصل هو تعدي واضح على حقوقنا وحرياتنا كأفراد، وأنه يمسنا جميعاً وليس فقط الأدباء أو الكتاب، وأن المدافعين عن الكتب ليسوا فقط الطبقة المثقفة، أو مجموعة علمانيين، أو ليبراليين، بل كل أطياف المجتمع.

 اعتصامنا الثالث كان السبت، 29 سبتمبر، في ساحة الإرادة، ساعة واحدة، من 5-6 مساءً، و كان عدد الحضور جيد لكن أقل من الاعتصام السابق.

نريد أن نستمر بالضغط على النواب لكي يكون هناك تحرّك جاد، نريد أن نثبت لوزير الإعلام أننا لن نصمت، لن نسمح بهذا التعسف، أننا نرفض وصايتهم على عقولنا، أننا نرفض رقابة الدولة لأننا نمتلك رقابة ذاتية، ومن حقنا قراءة ما نشاء، وليس للدولة الحق في مراقبة ما نقرأ.

سنعتصم للمرة الرابعة يوم الأربعاء 14 نوفمبر أمام صالة 5 في معرض الكتاب، لساعة واحدة 4-5 مساءً

ما نحتاج إليه هو الدعم، نريد الأفراد من كل أطياف المجتمع أن يشاركوا، نريد أن نقف جميعاً ضد المنع.

القراءة ليست ترف، بل حق أساسي، ومن يمنع الكتب فهو في الحقيقة يمنع التعليم، لأننا نكتسب معظم ثقافتنا ومعلوماتنا من القراءة.


في الأسفل صور لعدد بسيط جداً من الكتب الممنوعة في الكويت، ويظهر فيها أن الكتب الدينية الإسلامية أيضاً تتعرّض للمنع، وليست فقط الكتب التي تدعي وزارة الإعلام أن فيها دعوة للانحلال الخلقي أو الإلحاد:
















15 Oct 2018

لماذا أنتن النسويّات غاضبات؟



قد يكون لأن الفرح والفخر والاهتمام بالمولود الذكر أكبر بكثير منه بالمولودة الأنثى.
قد يكون لأن أوّل ما يتم تعليمه للبنت الصغيرة هو "ضميّ رجليكِ" و "اصمتي" و "عيب".
قد يكون لأن أوّل درس يتم تعليمة للفتاة عندما تكبر قليلاً هو "لا تقتربي من الأولاد، لا تتحدثي مع الأولاد، لا تثقي بالأولاد حتى لو كانوا من أقاربكِ لأن الولد يريدُ فقط استغفالك، واستغلالك". لكنه لا يتم تعليم الولد أن عليه احترام الفتاة، وأنه لا يحق له التطاول عليها.

قد يكون لأننا نرى الفرق في التعامل بيننا وبين أشقاؤنا الذكور، فهم يحصلون على الحب، والدلال، و الاحترام، والاهتمام، والفرص. حقوقهم وحرياّتهم غير مقيّدة، يخرج و يعود متى ما شاء، يسافر متى ما شاء، يصاحب الفتيات كما يشاء، يخطئ كما يشاء. أما الفتيات فيتم مراقبتهن، وتقييد حرّيتهن، واسكاتهن، وتوبيخهن، ومحاسبتهن، وتصغيرهن، وتعنيفهن، وتحقيرهن.

قد يكون لأنه يتم فصل الفتاة عن آدميّتها من عمر صغير جداً؛ فيقال لها حلوة كالقمر، رشيقة كالغزال، أو قطوة، أو ثعلوبة لتشبيهها بحيوان جميل ماكر، أو باللهجة العامية "شحلاتها كلبة"، أو "مزّة" ومعنى مزّة: ما يمزمز بها السكران، شارب الخمر ليغطي رائحة الخمر الكريهة التي تفوح من فمه، فيدفع السكران لفتاة من فتيات الليل لتقبله و تلغي بتقبيلها رائحة الخمر التي تفوح من فمه، حتى صارت كلمة "مزّة" تستخدم لفتيات الليل اللاتي يبعن أجسادهن بمقابل. بل حتى في الّذم والإهانة يتم فصل المرأة عن آدميتها فيقال عن المتسلطة "نسرة" والماكرة "ثعبان".

  قد يكون لأنه إذا تجرأ رجل على لمسي، أو هتك جسدي، أو حتى اغتصابي بالقوّة فهو ذنبي وليس ذنب الرجل؛ ويتم مساءلتي ماذا كنتِ تلبسين؟ لعل ما كنتِ ترتدينه أغراه؟ لماذا كنتِ لوحدكِ؟ لماذا لم تُقاوميه؟ هو خطأوكِ أنتِ لأنكِ ذهبتِ إلى ذلك المكان. أما الرجل فلا يُلام على تطاوله على جسد المرأة.

قد يكون لأنه إذا ذهبت المجني عليها للمخفر لتقديم شكوى ضد رجل تطاول عليها (تحريض على الفسق والفجور، هتك عرض، أو مواقعة بالإكراه) يجتهد المحقق في اقناعها أن لا تستمر بالشكوى لأن ذلك سيؤثر سلباً على سمعتها و سمعة أسرتها، خصوصاً إذا كانت فتاة صغير غير متزوجة، فيقنعها أنها لن تستطيع الزواج، فالرجل سيتحاشاها عندما يكتشف أن هناك قضيّة جنائيّة مسجلة باسمها. فلا يهم بالمجتمع الكويتي الذكوري أن المرأة مجني عليها في هذا النوع من الجرائم، لأنه يلوم المرأة أياً كانت الظروف، فلا يُنظر للمرأة على أنها ضحيّة أبداً. 

 قد يكون لأنني أحقق دخل أقل من دخل الرجل حتى وإن كُناّ نؤدي ذات العمل، و نحمل ذات الشهادة العلمية، و لدينا نفس سنوات الخبرة.

قد يكون لأنني أرث نصف ما يرثه الرجل فقط لأنني امرأة

قد يكون لأنني إذا تزوجت من غير كويتي صار أولادي مهمشون، مضطهدون، محرومون. أما إذا تزوج الكويتي بغير كويتية فتعيش زوجته التي يتم تجنيسها وأولادها منه براحة واستقرار

قد يكون لأنني أعيش في مجتمع لازال يردد أن تعليم المرأة مهم لأنها مربية الأجيال القادمة. فتعليمي ليس لي، لا يضيف لقدري أو قيمتي كإنسان في المجتمع هو فقط لتعليم ولإفادة الأجيال القادمة. بينما عندما يحصل الرجل على التعليم العالي يتم تقديسه

قد يكون لأنني إذا أحببت فأنا عاهر، فاسدة، ساقطة، غير محترمة، قد جلبت العار لأسرتي، وأفسدتُ شرف الذكور من أقاربي. أما الرجل إذا أحب، فهو فارس رومانسي.

قد يكون أن الزوج كلما تملل من وزوجته وأبناءه تركهم وسافر مع أصحابه. للرجل الحق بأخذ إجازة من أسرته لأنه يرى أسرته كوظيفة متعبة، بينما الزوجة عليها فقط الصبر والتحمّل والسكوت

قد يكون لأن لفظ "مطلقة" لايزال عار، وخزي، وانتقاص من المرأة وقدرها، لكن "مطلّق" لا عيب فيها

قد يكون لأنه يتم تلقين المرأة بوجوب اشباع كل حاجات زوجها النفسية، والذهنية والجنسية، وإلاّ فلا تستغرب تلك إن تزوّج زوجها بأخرى أو بدأ بخيانتها، فإشباع حاجات الزوج واجب المرأة. لكن إشباع حاجات الزوجة ليست واجب الرجل.

أتكفي كل تلك الأسباب لتكون النسوّية غاضبة؟ هل سيعدّ المجتمع الذكوري الأبوي الكويتي كل ذلك التمييز والظلم، والاضطهاد مبرراً كافياً لغضبنا نحن النسويات؟ أم أن كل ما ذكرته هنا غير مهم، وغير كافٍ، ولا يعتبر عذر يبرر غضب النسويّات؟ 

السؤال الأهم؛ لماذا يخشى المجتمع الذكوري الأبوي الكويتي غضب المرأة؟ يتقبّل غضب الرجل ويعتبره ردّة فعل إنسانيّة طبيعية، لكن المرأة إن هي غضبت فهي قليلة أدب وطويلة لسان، ووقحة، لأن المجتمع الكويتي يُفضّل الصامتة عن حقوقها، التي لا تتجرأ بالكلام والاعتراض على الواقع الذي ينتقص حقوقها ويقيّد حريتها، تلك يراها المجتمع ساقطة، كيف تتجرأ تلك الناقصة وتعترض على ما حدده لها الذكر من حدود دينيّة، اجتماعية، سياسية، واقتصادية؟ طبعاً لا يحق لها الاعتراض، يجب عليها أن ترضى، ترضخ وتصمت.

كما أن الغضب والصراّخ هو المرحلة الأخيرة التي يصل إليها الإنسان المُضطهد، المظلوم، المقموع. نرى الشعوب تُطالب بالتغيير، تنادي، تتكلّم، تكتب، تهتف، لكن إذا ما استمرّت السلطة القامعة لتلك الشعوب بالظلم والتمييز والاضطهاد، وتأكدت تلك الشعوب أنه حكوماتها القامعة لا تهتم، ولا تسمعها، ولا تأبه بما تعاني منه شعوبها، فستبدأ تلك الشعوب بالصراخ، ستعبر عن الغضب، ستخرج في الشوارع، ستتمرّد، ستستخدم العنف، والتخريب إن كان ذلك هو الوسيلة الوحيدة للفت نظر حكوماتها الظالمة الغافلة عن ظلمها.

لذا فإن غضب النسوياّت ما هو إلاّ ردة فعل طبيعية، لعدم الاستماع لمطالبهن، لعدم الاهتمام لهمومهن، لعدم الاعتراف بحقوقهن، لعدم إعطاء أي وزن أو قيمة لما يعانين منه من تمييز في المجتمعات الذكورية الأبوية.














5 Oct 2018

to hold a life



I want to hold a baby, stand before a languid azure ocean, and rock gently to and fro,

I want to hold a life, a new one, and wonder over it

over the infinite possibilities of beginnings

to take in the unmistakable scent of unspoiled life



What do we have, really?

In the end, our sorrows are too numerous to say ‘yes, it was a life’



I want to hold the ‘before’

before pain, before anger, before jealousy, before loss, before grief

delicate soft skin, fingers so small, they

don’t yet know what it means to touch, to have, to hold

eyes that haven’t seen what the world can take

feet so tender they cannot yet comprehend what journeys they will make



And stand before the ocean, the solemn waves, the water, the light dancing its divine dance

and igniting a thousand stars on relentless crests that reach and reach

Will there always be a tomorrow?











3 Oct 2018

Book ban and censorship in Kuwait



We (me and a large number of Kuwaiti activists) have been protesting the ferocious book ban taking place in Kuwait. Our first protest was Sept. 1st 2018, our second was Sept. 15th 2018. and our third was last Saturday, Sept. 29th. After which the Kuwaiti government shut down my twitter account because I was too vocal in regards to the corruption taking place in the Ministry of Information, and the randomness of books being banned. Not to mention that the censor is paid a remuneration for banning, therefore, the more he/she bans, the better.
But you thought Kuwait was progressive in comparison to it's neighboring countries right? Indeed, the Kuwaiti constitution states in articles 31, 37 and 38 that freedom of speech, freedom of expression, freedom of press and publication, and personal freedom are all guaranteed and protected under the constitution. But there are two important factors that have played an important role in weakening the constitution when it comes to protecting freedom of expression. Not only when it comes to books, but in regards to all the arts, visual and non-visual. The first is Kuwait’s publication law no. 3/2006. The law puts numerous restrictions in regard to what can and can’t be published and distributed in Kuwait. Writers and publishers have been fighting this law since 2007, but it’s only in the last five years that these demands for change have grown louder and more urgent. And the reason for this, is that the banning and censorship has grown more brutal in the last five years, with the ministry of information banning 4590 books, and the ban falling on books that have been sold in Kuwait for decades; important works by internationally renowned novelists such as George Orwell, Victor Hugo, Fyodor Dostoevsky, and Gabriel Garcia Marquez. And well-loved Arabic novelists/poets and playwrights such as Gibran Khalil Gibran, Ahmed Matar, Ghassan Kanafani, Fahad Al Askar, and Nizar Qabbani. The book ban also includes children books, scientific books, books on philosophy, economics, politics and theology. Some books were banned because they contained the word 'breast' in them! And a children's book about a mermaid targeting 5-7 years olds was banned because of the picture of the mermaid on the cover, the mermaid with her sea-shell bra being too revealing and sexual for children! 
The second factor is the political power of the Islamists, who represent the far right, and are extreme when it comes to their denunciation of the arts, and the role which the arts play in corrupting youth and poisoning their morals - as the Islamists want the Kuwaiti society to believe. There has been a rise in atheism amongst Kuwaiti youth in Kuwait, and Islamists believe that books and art are behind this growing phenomenon; especially philosophy books by Nietzsche and Spinoza. However, the book ban has been so random that it included books on Quran and other books that denounce atheism and challenges atheists theories. In my opinion this ferocious ban on books comes from the fear which Islamists feel, they know they are losing their grip on the Kuwaiti society. Although they remain powerful in politics, they have lost their credibility socially, especially with the younger generations.



What's the next step? Now we’re working towards two main goals. The first is to widen the circle, we won’t be focusing only on book censorship but censorship on expression as a whole, we’re talking to artists whose works have been banned, sculptures who were not allowed to exhibit, musicians, dancers, actors, film makers, playwrights. In this respect we will be larger in number and heavier in weight as we put more pressure on Parliament members to act. The second, is to include popular Islamists in the conversation. Since we’ve started demonstrations against censorship, the Ministry of Information has been showing us in a negative light; that we’re a bunch of liberals and atheists who disregard the conservative nature of the Kuwaiti culture. If we include them in the talks/seminars and get the message through, that all of us however religious or non-religious will suffer due to this book ban, we will gain more credibility with the public.















15 Sept 2018

سنقف ضد منع الكتب في الكويت

لا لمنع الكتب، ولا لتقييد العقول، ولا الحقوق والحريات



مقطع آخر، نشرته من أجل اعتصامنا الأول في 1 سبتمبر للوقوف ضد القرارات التعسفية لوزارة الإعلام الكويتية في منع الكتب

4 Sept 2018

the flowers were dying



a friend comes to visit and brings me a bunch of beautiful white roses

breath-taking and sad in their final countdown to death

all the while as we talked, the flowers were dying

we went over old memories, pale and faded, like a garment overly washed

we looked into each other’s hearts

knowing, and not knowing how the years passed

saying things with our hands, with our nods, with our eyes, with our silences

and all the while the flowers were dying

our sadness, too big for the space we were in, too wide

for the moment we shared, scattering tiny shreds of torn-up laughter

we couldn’t say how clever the mind was in trapping us in

how our abusive thoughts become a breathing Frankenstein

only the roses with their multilayered skirts knew, so elegant in their endurance

all the while they were dying.















31 Aug 2018

الكويت تمنع الكتب



تقول أنها مجرّد رواية ولا يهمّك إن مُنِعت

تقول أنها مجرد قصة والمكتبات مليئة بالقصص

سأقول لك أن كل رواية وكل قصة ضرورية، و يجب أن نحارب من أجل الروايات

لماذا؟ لأن الروايات حيوات

ماذا أقصد بحيوات؟

عندما تقرأ رواية عن شخص مختلف عنك ولنقل أنت مسلم و قرأت رواية عن شخص يهودي، أو أنت رجل و قرأت رواية عن امرأة، أنت مغاير الجنس و قرأت رواية عن شخص مثلي الجنس، أو قرأت تجربة إنسان ملحد، أو إرهابي، أو لاديني، أو بدون، أو مهاجر، أو منفي، من خلال تلك الرواية ستعرف ما معنى أن تعيش في هذا العالم كهذا الشخص المختلف عنك، الشخص الذي أوهمك مجتمعك العنصري أنه عدوّك، وبالتالي يجب عليك أن تكرهه و تحاربه

تسمح لك الرواية في فهم هذا الشخص، ماهيّة هذا الشخص، أفكاره، آماله، مخاوفه، أحلامه، تساعدك في إدراك الحقيقة ألا وهي أن هذا الشخص الذي أوهمك مجتمعك أنه عدوّك، وعليك محاربته، واضطهاده وقمعه، هو بالحقيقية لا يختلف عنك بتاتاً

فخلف كل هذه التصنيفات، والمسميات: كافر، سلفي، رجل، امرأة، لا ديني، مثلي، عاهر، طاهر؛ نكتشف أننا متشابهون، الاختلافات بيننا بسيطة جداً مقارنة بأوجه الشبه، كلنا بشر، نضحك، ونبكي، وننزف، ونتوق للانتماء، حتى عندما ندعي أن أننا نهرب من الانتماء

تساعدنا هذه الروايات، هذه الحيوات، على فهم بعضنا البعض، وتقبل بعضنا البعض، تدريجياً نقضي على الفروقات التي عززها مجتمعنا العنصري فينا، فتقل الخلافات والصراعات

ولأنهم يعلمون مدى التأثير الإيجابي لتلك الكتب والروايات يمنعونها، من مصلحتهم أن نكون دائماً في حالة صراع، من مصلحتهم أن نتفرّق، أن نكره بعضنا البعض، أن نخشى بعضنا البعض، أن تكون نظرتنا لبعضنا البعض مليئة بالشك والريبة، فطالما نحن متفرقون سيسهل تحكمهم فينا، عندما نكون مشغولون بصراعاتنا السطحية، ولوم بعضنا البعض، سيسهل عليهم تمرير القرارات التي تنفعهم وتضرنا، وسيسهل عليهم تقليص حرياتنا، وإيهامنا بأن العنصرية والطائفية مشكلة لا حل لها

لذلك من واجبنا قراءة الروايات، وتوسيع مداركنا من خلال الروايات، من واجبنا أن نفهم بعضنا البعض عن طريق حماية الروايات، والمحاربة من أجل كل الروايات، والوقوف ضد منع أي رواية وضد منع أي كتاب.


سنقف ونقول لا لمنع الكتب، ولا لتقييد العقول
السبت 1 سبتمبر
أمام وزارة الإعلام (العاصمة)
ساعة واحدة فقط 5-6 مساءً
قِف معنا




















24 Aug 2018

كيف نصنع رجل ماسوجيني؟


عندما يرضع المرء الماسوجينية* من صدر أمه، تصبح الماسوجينية أمراً عادياُ جداً لا يدعو للاستنكار. لأن الماسوجيني كالعنصري، لا يدرك أن ما يقوله أو ما يفعله ماسوجينية. فعندما ينعت العنصري شخص ذو بشرة سمراء "بالعبد" أو أن يقول له "يا الأسوَد" بقصد الجمع بين السخرية والمزاح، لا يرى حرجاً في قوله، ولا يعده أسلوب للتحقير، أو للتصغير، أو للاضطهاد. لأنه منذ سن مبكر جداً استمع لوالده ووالدته، وأجداده ينادون شخص "بالعبد" أو "بالأسوَد" بقصد تحقيق السخرية والمزاح معاً. لكنك إن واجهت هذا الذي ينادي انسان "بالعبد" بأن ما يقوله هو من قبيل العنصرية، سيستغرب جداً من اتهامك له بالعنصرية، لأنه عندما استخدم لفظ "عبد" أو "أسوَد" لم يفعل سوى ما يفعله كل من حوله، وبما أنه لم يرَ أي حرج أو استنكار من ذلك الفعل ممن هم حوله من مربيّن؛ أب، أو أم، أو أجداد (الأشخاص الذين يتعلّم منهم ما هو صح وما هو خطأ)، فلن يدرك أبداً أن ما يفعله أو ما يقوله هو من قبيل العنصرية.
كذلك بالنسبة للماسوجيني، فهو تعلّم منذ صغره أن الرجل أفضل من المرأة؛ أمهُ تفضله على أخته، ووالده يفخر بلقب "أبوفلان"، والده يصرخ على أمه، أو يسخر من رأيها، أو يُسكتها إن لم يعجبه كلامها، أو يعاملها وكأنها لا تفهم. ولأنه رآى والده يصرخ على أمه، فهو يبدأ بالصراخ على أخته. يرى أيضاً أن له حقوق وحرياّت لا تتمتع بها أخته، يسمع بالمدرسة حديث عن الرسول أن أكثر أهل النار من النساء، يذهب إلى الديوانية مع والده فيسمع أحد الرجال يحتقر قول آخر بمقولة: "اترك عنّك سوالف الحريم"، وآخر يحتقر شجار بين رَجُلان بوصفه "هوشة جناين*". يكبر أكثر فيسمع صديقه يحقّر شاب آخر بوصفه "بالأنثى". يكبر أكثر فيسمع من أحد أصدقاؤه أنه يعنف أخته بالصراخ عليها أو ضربها إن لبست ما لا يعجبه بعذر أنه يغار عليها ويحميها، وأنه إن لم يفعل ذلك فهو بالتأكيد كما قال مدرس التربية الإسلامية "ديوث". فيذهب الآخر إلى البيت ويبدأ بالتحكم في أخته عن طريق الحد من حريتها، ويهددها بالتعنيف إن لم تمتثل لأوامره، ويقتنع تماماً أن ما يفعله هو من حقه لأنه رجل، ومن مصلحة أخته، وأنه لا يتحكم بها كما يشاء ليشعر برجولته المزيّفة، بل يحميها من نظرات الرجال لأنه رجل ذو "غاريّة". يستمع لرجل دين في التلفاز يكرر حديث "لن يفلح قوم ولوّ أمرهم امرأة"، وفي إذاعة الراديو يسمع رجل دين آخر يكرر حديث "أن النساء ناقصات عقل ودين". وعندما يستمع لحوارات النساء، يرى أن أهم معيار لتقييم بعضهن البعض هو معيار الشكل الخارجي، فيسمع أمه تقول لخالته "شفتي فلانة كانت حلوة الحين شمتنها* صارت مسكينة"، وبينما جميعهم يشاهدون العرس الملكي البريطاني تستغرب أخته من اختيار الأمير هاري "لتلك السمراء" أو "الشيفة*"  ميغان ميركل، بينما كان بإمكان الأمير هاري أن يتزوج أجمل امرأة، وما تقصده الأخت "بأجمل امرأة" هو المعايير الأوربية الكلاسيكية؛ امرأة شديدة البياض، ذات شعر أشقر، وعينان زرقاوان، وشفتان زهريّتان. وعندما يصبح دور هذا الشاب في الزواج يقول لأمه أنه يريد فتاة بيضاء، ذات شعر أشقر، وعينان زرقاوان. هكذا يصنع مجتمعنا الرجل الماسوجيني. هكذا نخلق رجل يستخدم كلمة "امرأة" أو "أنثى" أو "بنت" ليُهين بها رجل آخر، لأن المرأة هي أدنى شيء يعرفه. بهذه الطريقة نلقّن الرجل في مجتمعنا أن المرأة لا يصلح حالها إلاّ بالحزم والشدّة والعنف، يجب مراقبتها وتأديبها، فهي لا تحسن التدبير وليست ذات حكمة أو فطنة فيجب على الرجل أن يحكمها. هكذا نعزز لدى الرجل في مجتمعنا أن المرأة مجرد جسد جميل، فإن لم تكن جسداً جميلاً فهي لا شيء.

مفاهيم:
*الماسوجينية: كره وازدراء المرأة، والماسوجينية ليست مقتصرة على الذكور، فهناك نساء كثيرات يكرهن و يضطهدن مثيلاتهن من النساء.

*هوشة جناين: "هوشة" كلمة عاميّة تعني شجار.جناين جمع، المفرد جنّة والجيم هنا تنطق "تش" وهي كلمة عاميّة للكنّة أي زوجة الابن، ويستخدم هذا التعبير الشعبي لكثرة الجدل بين زوجات الأبناء، فيقال "هوشة جناين" لتصغير وتسفيه شجار الذكور لأن تشبيه شجارهم بشجار زوجات الأبناء التافهة، فيه إهانة لهم.
*شمتنها: لفظ عاميّ، يقصد به شديدة السمنة.

*الشيفة: كلمة عاميّة تعني القبيحة.





  



















14 Aug 2018

falling is losing


It’s always a day like today; ugly, dirty, dusty, windy, oppressive, depressing. And then suddenly, absent mindedly I’m scrolling down my phone and this woman is tweeting about her wonderful husband, who indeed seems wonderful, and very much in love with her. Or a funny tweet that proves what a great relationship that person has with her parents or her sister; that solid knowing, carrying in your bones a deep unwavering faith that you are loved, that you are more than loved, that you are someone you love’s priority, that you are despite everything someone’s number one.

And yes, sure, there’s a lot of lying and pretending on social media, but the genuine rings true. And your starved heart, after eating so many lies, recognizes the genuine and aches. Laughable in its longing for what it had never known.

It only takes a moment, for the ground I was - not confidently – treading, but with a shy sense of purpose and direction is gone. I’m falling, and though I know the way down, I know falling, knowing it will not save me. The horror of the descent always fresh, the pain of hitting the bottom as cruel as the first.

Falling feels like losing; losing hope, losing faith, losing reason, losing sight of the road I so bravely paved alone. Falling is losing, losing is falling, like in an old video game, the violent roar of the crash tells you it is definitely over.












3 Aug 2018

It wasn't fair for her



It wasn’t fair for her. She came to this world and found it already fixed; the boundaries between countries drawn, the number of hours constituting a day, what is good and what is bad, the atrocities of human kind, the abhorrent ways of society. Like pigs in shallow mud, we wallow in the trivial choices life throws at us.

I look at her and wonder what goes through that adolescent mind of hers. She, whom I thought is a branch sprouting from my being, my blood, my face, my skin. I know nothing of the fears she carries, the stories of pain no doubt I helped create.

What do we know of our children? Only the basics; when they were born, their first word, their shoe size. I couldn’t tell you what her favorite book is, or what she hates most about school, what she hopes or dreams. All I know is what she tells me; a small translucent window through which I am sometimes allowed a glance.

She didn’t come here to live my story, or carry my beliefs, she didn’t even come here to be my daughter. She came here for her own reasons, to tell her own story in which I play a little, and sometimes shameful part.

‘I love you’ I say, ‘I love you too’ she says, and we embrace, and for a swift moment, we share a small sense of calm before the whirling madness of existence resumes.   


















31 Jul 2018

الميزان



بدأتُ مؤخراً في كتابة مقالات عن موضوع النسويّة، بهدف أن أضمها كلها في كتاب يوماً ما. لازلتُ في البداية، وطريق الكتابة لايزال طويلاً. ولأنني مهتمة بما يحصل على أرض الواقع بالنسبة للمرأة التي تتعرّض للتحرّش الجنسي في الكويت؛ من قضايا هتك العرض أو المواقعة بالإكراه، ذهبتُ لنيابة الجرائم الجنسية في الرقعي، لآخذ المعلومات من وكلاء النيابة ذاتهم عن كيفية التحقيق في تلك القضايا وما إذا كانت المرأة المجني عليها تؤخذ على محمل الجد في شكواها من عدمه.

أفاد وكيل النيابة أن قضايا هتك العرض والمواقعة بالإكراه كثيرة، وأنه عندما يستدعي المجني عليها ليأخذ أقوالها تأتيه باكية ومُحطمة، لكنه يتفاجأ بعد استدعاء الجاني بأنه كان، أو لايزال على علاقة بالمجني عليها، ويبدأ بالحلف لوكيل النيابة أنه قد مارس مع المجني عليها كل تلك الأفعال مسبقاً ولم يكن لديها أي مانع، وأنه تفاجأ بقيامها بتقديم شكوى ضده.

هنا قلتُ لِوكيل النيابة: "وإن كانت فعلاً على علاقة به مسبقاً، وإن كانت قد رضيت بالتقبيل أو حتى المعاشرة الجنسية مسبقاً، هذا لا يعني أن الجاني يستطيع إجبارها في كل مرّة يراها، لابد من توافر رضاها في كل مرّة كي لا نكون أمام إكراه، لا يحق للجاني أن يستند على رضا سابق ليفعل ما يريد، لا يستطيع أن يبني أفعاله على رضا سابق. توافر الرضا لازم في كل مرّة".
فيرد وكيل النيابة أنه يجب أن يعتمد على تحريّات ضباط المباحث، يقول: "المسجات التي بين الجاني والمجني عليها وعدد المكالمات، خصوصاً في اليوم الذي وقعت فيه الحادثة، وفي الأيام ما قبل وقوعها، وبعد وقوعها أحياناً تؤكد أن الطرفان لازالا على علاقة".
أقول له: "نعم قد تكون لا تزال على علاقة معه لكن ذلك لا يبرر الاغتصاب، قد تكون خارجه معه بالسيار ولا تريده أن يلمسها، وقد تكون معه في مكان خاص ولا تريده أن يلمسها، كونها خرجت معه بإرادتها لا يبرر اغتصابه لها. أتعلم أستاذ مدى الأذى النفسي، مدى قهر وانكسار المرأة إذا ما جاءت إليك تقول لك باكية أنه قد تم اغتصابها، فترد عليها أنت أنه كان عليها عدم الخروج مع الجاني، أو عدم الموافقة على رؤيته، أو أنها طالما كانت على علاقة بالجاني مسبقاً وسمحت بالفعل ذاته مسبقاً، فلا يحق لها الرفض لاحقاً".

فيقول لي وكيل النيابة: "أنا لا أبالي ببكائها ولا بحلفه. عندما تأتيني المجني عليها تبكي، أضع كل دموعها وبكائها في الجرار"، ثم قام بحركة سريعة بيده بفتح وإغلاق جرار مكتبه الخشبي بقوّة وانفعال، ثم كرر: "لا يهمني بكاؤها ولا حلفه، ما يهمني هو تحريات المباحث، وكثيراً ما يتضح أن المجني عليها تعرف الجاني، بل وقد تكون زوجته المنفصلة عنه جسديا ولا تزال تعيش معه في البيت من أجل الأولاد، وبعض الأحيان أيضاً طليقته التي تعيش معه بنفس البيت من أجل الأولاد". 
تخيلتُ دموع النساء التي يضعها وكيل النيابة في جرار مكتبه ويغلقه بعنف، تخيّلتُ دموعهن تتسرّب ببطىء من جوانب وزوايا الجرار وتتساقط قطرة، قطرة على السجادة، فتتكون بقعة داكنة اللون تتسع وتتمدد تحت قدميه. تخيلت كفتيّ الميزان، إحدى الكفتين منخفضة تماماً مثقلة بالدموع، تتصبب القطرات من أطرافها. والثانية خفيفة ومرتفعة تملؤها كلمات الحلف. 















28 Jul 2018

هرم الطغيان


 امرأة كويتية بلهاء فارغة العقل والضمير وظيفتها في الحياة وضع الأصباغ على وجوه النساء تقضي أيامها في تعلّيم نساء أشد منها غباءً حِيَل لتصغير الأنف، ونفخ الفم، وتكبير العين بالمكياج، لا يعنيها ولا يعنيهن بتاتاً أن الرموش الاصطناعية التي يتهافتون على شرائها لتجميل عيونهن يتم نزعها من أجساد حيوانات ضعيفة، لأن همهّن الوحيد هو العيش في كذبة الجمال التي خدعتهن بها شركات التجميل الأوربية ليصرن مصدر دخل عظيم لتلك الشركات العبثيّة التي تقتات على تكسير ثقة المرأة بذاتها بإيهامها أنها لا شيء إن لم تكن جميلة.
تصرّح هذه المرأة الساذجة بأنها غير راضية عن التعديلات القانونية التي صارت تلزم كفيل الخادمة بإعطائها يوم واحد راحة في الأسبوع كحق بشري أساسي. وعبرّت عن سخطها اتجاه التعديل الآخر الذي يمنع الكفيل من الاحتفاظ بجواز سفر الخادمة لأن في ذلك مخالفة للحقوق اللصيقة بالإنسان. جاءت هذه التعديلات القانونية أخيراً بعد عدد هائل من وقائع تعذيب، وظلم وجور، والمعاملة الحيوانية التي يتم التعامل بها مع الخادمات الأسيويات في المجتمع الكويتي الذي يدعي الدين، والسلام، والكرم والطيبة، وأنهم أروع بلد، وأفضل ناس، ويخشون الله، ويتهافتون لعمل الخيرات ولا يرضون بالظلم ولا الاضطهاد.
وسائل الإعلام التي تداولت الخبر لقبّت المرأة - خبيرة المكياج - بأنها "شخصية مؤثرة"! لا أدري هل أضحك أم أبكي أن الشخصيات المؤثرة في بلدي هم بائعون الكذب والوهم، بينما الشخصيات المؤثرة في الدول الراقية هم المثقفون، الكتّاب، العلماء، الفنانون والمفكرون.
اضطهاد وقمع المرأة الكويتية للمرأة الأضعف منها (الخادمة) نتيجة طبيعية وحتميه في بلد ذكوري، أبوي كالكويت. لأن القمع والاضطهاد هو مرض اجتماعي سياسي يعتمد على "الفوقيّة". ففي النظام الأبوي يكون هناك سلطة ذكورية مستبدة تجثم على البلاد وتراقب: إن تكلّم هذا بكلمة مخالفة للسلطة سجنته، وإن ذاك عبّر عن رأي مخالف لرأي السلطة عاقبته، وإن ارتدت تلك ملابس لا تتماشى مع الفكر السائد هددتها بجهنم وبجواز اعتداء الرجال عليها.. وهكذا. 
النظام الأبوي المستبد الذي يحكم الدولة ويتسلّط ويضطهد، تنعكس صورته في الأسرة؛ فتحت النظام الأبوي الرجل الكويتي مقيّد ومُضطهد يتحكم رجل آخر (غالباً والده) بمصيره، يجبره على تخصص دراسي معيّن، يختار سيارته ويشتريها له، يقوده باتجاه وظيفة محددة (أو الحكومة ترمي بالرجل في وظيفة لا يرغب بها و يؤمن هو أن ليس له خيار آخر)، لا يختار الرجل الكويتي زوجته حسب رغبته، بل حسب ضوابط حددها له المجتمع مسبقاً، أو يُجبر على الزواج من ابنة عمه أو من قبيلة محددة، لا يختار أسماء أبناءه بل يجبر على التسمية على أباه، أمه، جده، إلخ، لا يختار عدد أبناءه فالمجتمع يفرض عليه إنجاب ثلاثة على الأقل. وفي مجتمع يكون الرجل فيه دائماً مُراقَب كي لا يخطئ، لا ينضج الرجل أبداً. لأن النضوج يعتمد على ارتكاب الأخطاء والتعلّم من التجارب. لذلك فالرجل الكويتي ساذج سطحي هش لا يحسن التصرّف ولا يتقن اتخاذ قرارته ويحتاج لمن يتخذ قرارته بدلاً منه. ولأن الرجل الكويتي مُضطهد، يشعر بالضعف لأنه تحت سيطرة السلطة الأبويّة التي تتحكّم به، لا يشعر بكيانه ولا حريته فهو يحتاج لشخص يقوم هو باضطهاده، حتى يشعر بشيء من القوّة، فيضطهد المرأة التي هي أضعف منه جسدياً، يحدّ من حريتها، يحدد لها ما يجوز وما لا يجوز لها فعله، لبسه، قوله، التفكير به، يُحقرها، يخوّفها، ويصغرها عن طريق اسكاتها، تهميشها، والضحك على رأيها، وفي الكثير من الأحيان يضربها ويعنّفها كوسيلة للتعويض عن ضعفه وانكساره وانعدام حيلته تحت ضغط السلطة الأبوية عليه. 
المرأة بدورها تشعر بالاضطهاد والانكسار تحت سلطة الرجل الأبوية الذكورية، تشعر أن الحريّة الوحيدة المتاحة لها هو اللعب بشكلها الخارجي، فتقضي حياتها بالخربشة بالمكياج على وجهها كالدمية حتى يُخيّل لها أنها تملك خيارات، وتلبس وتخلع الثياب حتى يبدو لها ولو للحظة أنها حرّة وأنها تحيا، وإن كانت ربع حياة. ولأنها مضطهدة فهي تبحث عمن تستطيع أن تمارس عليه الاضطهاد، فتضطهد الخادمة لأنها أضعف منها، تحد من حريّتها، تحدد لها ما يجوز وما لا يجوز فعله، لبسه، قوله، والتفكير به، تحقّرها، وتعنفها، وتدفنها تحت الأعمال المنزلية التي لا تنتهي حتى تشعر أنها ذات سلطة وذات قرار. وفي الكثير من الأحيان ينصب جور واضطهاد المرأة على أبناءها وخصوصاً الإناث. 
الأبناء بدورهم تعلموا التسلط والاضطهاد من الأب والأم، فإما أن يمارسونه على بعضهم البعض (الكبير على الصغير) أو يمارسونه على الخادمة كما تفعل ماما، أو يمارسونه على ماما كما يفعل بابا، أو يمارسونه على حيوان ضعيف، كالاستمتاع بحبس عصفور في قفص، ركل قطه، ضرب كلب، وهكذا..
الاضطهاد والقمع مرض "فوقي"، حتى أنني أحياناً أشاهد موظف مصري يعمل عملاً وضيعاً في الكويت (حارس، مندوب، سكرتير) يتسلط ويضطهد عامل النظافة الأسيوي، لأن الأسيوي هو الوحيد الأصغر منه، فيضطهده ليشعر بذاته.
لكن لكي نقضي على الاضطهاد يجب أن نبدأ من التحت إلى الفوق. أن نبدأ بالعصفور المحبوس في قفص الذي ندعي أنه يغني لنا فرحاً بحبسه، يجب أن نبدأ بتحرير أضعف مخلوق في هرم العنف الذي بنيناه أولاً. فما دُمنا نستمر بالعيش في وهم أن الطائر الحبيس يغرّد من شدّة فرحه وحبّه لسجّانه، سيستمر الأطفال بقمع وباضطهاد بعضهم البعض، ستستمر المرأة باضطهاد الخادمة، والرجل باضطهاد المرأة، والسلطة باضطهاد الرجل. وذلك لأنه أكثر الناس ظلماً، قمعاً، واضطهاداً هو ذاته أكثر من يُعاني من الظلم، والقمع، والاضطهاد. 

كما قال الكاتب والمفكر الفرنسي - فيكتور هيوغو: "لدينا طغاة لأننا نحن طغاة"























27 Jul 2018

في هذه البقعة التعيسة



أسابيع وأشهر من العواصف الرملية الشديدة، صخبٌ وعجاج، رياح عنيفة ترمي بالأتربة بالوجوه، والطرقات والمنازل، الحياة مصفرّة، باهتة، جافّة، الخروج من البيت كريه ومُتعب وفقط للضرورة القصوى لجلب الحاجات الأساسية، في البيت يتسلل الغبار العنيد من تحت البيبان، من الثقوب المسدودة، ينسلّ من النوافذ محكمة الإغلاق، غبار لعين زاحف كوحش بلا وجه ولا جسد ولا أطراف يدفن الصدور ويُهيّج الأمراض..
يبدأ التهيّج في عيناي تدريجياً، أشعر برغبة شديدة في حكّهما، صارتا تدمعان بشدّة، يبدأ الألم و الاحمرار، أضع القطرات لأخفف الحساسية، لا يتوقف الألم ولا يهون الاحمرار، هذه القطرة هي الثالثة من نوعها التي أشتريها كعلاج، لا فائدة. تشتعل الحكّة وتتهيّج، أضطر لدعك عيناي ليسكن الألم، يتفجّر العوار، ينتقل بسرعة البرق إلى كل أنحاء وجهي، يبدع الصداع بالضرب، تبدأ تقرحات البلعوم، الرشح، التصبب، جسدي كله منهك يتداعى لألم عيناي، لا أستطيع رؤية شيء، أستخدم كمادات الماء الباردة، عيناي فوّهتا حريق، لا بل عيناي بركانان يحترقان ويحترقان، أنهارعلى الفراش، أغطي عيناي بفوطة باردة، أنتظر لتخفّ أوجاعي قليلاً..
يقول لي أحد الأطباء أن الكثير من مرضاه الذين يعانون من أمراض الصدر والربو اضطروا للهجرة، لم يعد أي دواء قادراً على تخفيف أوجاعهم، صار التنفس في هذا المكان مستحيلاً..
أُفكر بكل مساجين الرأي، أٌفكر بالمفكرين الذين مُنِعوا من نشر وطرح أفكارهم، أفكر بكل الكتب الممنوعة، أُفكر بكل ما هو ممنوع، عيب، وحرام، وغلط، أفكر بالخوف الذي يسيطر على الجميع يجعل التقرّب، والصداقة، والحميمية، والثقة مستحيلة، خوف يجعلنا نفكر مئات المرات فبل التفوّه بكلمة واحدة، أفكر بالحُفَر التي نسميها بيوتاً ندفن فيها ذواتنا لنحتمي من واقعنا الغريب، أفكر كيف أنه لا وجود لأي مكان يستطيع فيه الأطفال الركض أو اللعب، أفكر بالمجمعات التجارية العملاقة حيث يتسابق ويلهث شعب تعيس ملعون محروم لشراء ملابس لا يحتاجها ليجعل التاجر الثرّي أكثر ثراء.. أفكر كيف الحياة في هذه البقعة التعيسة من الأرض مستحيلة..

















22 Jul 2018

Images from Paris 3




July 2nd 2018 – Paris


I looked around the tiny hotel room, our stuff scattered everywhere. Garments I washed in the bathtub last night because I hate packing dirty laundry; socks laid on the radiator, pants on the windowsill, a dress hanging on the wardrobe door dripping wet, making a tiny puddle on the carpet.

Maps and tour brochures strewn on the floor, complimentary bits and bobs on the table, gadgets and phone chargers, combs and hairclips, my straw hat on top of the lamp, lenses and glasses, juice and water bottles, pens and notepads, earrings I took off last night and was too lazy to put away, perfumes and lotions, left over biscuits - a late-night snack! Two suitcases, one big, one small, open mouthed like hungry monsters waiting to devour whatever we put in them. Sample shampoos and shower gels we’ve carried with us from previous hotels, a watch, a vape, my purse, Jori’s backpack, books we promised we wouldn’t buy until the last day of our trip in London, so we wouldn’t struggle with the weight! Loose change, packets of tissue and feminine towels, and clothes, clothes, clothes! How do we accumulate so much stuff? The thought of fitting everything back in bags *neatly* baffles and exhausts me.

Leaving is not like arriving. Arriving is exciting and full of promise and expectation, like a fresh clear morning, like a well wrapped present waiting to be opened. Departing, on the other hand is messy, it requires skill and efficiency; the things bought with delight are now tedious to pack and too heavy to carry. I worry the beautiful watercolor paintings I bought from street artists will curl-up or crease when packed in a stuffy case.

And here it is. A city. We lived here, a short but memorable stay. We ate here, we laughed here, we gaped, dizzy and awestricken by the architecture, the beauty, the art. And now, we won’t be here anymore. Our hotel room filled with someone else’s gadgets, someone else’s chaotic mess. And the city will go on; the bustle, the horrific driving! The morning rush. The locals who bought two baguettes every morning, and walked home with two baguettes every night, the drunken singing and laughter rising from dark pokey bars.

It’s Monday, the people who seemed so cheerful, so welcoming, so smiley and ready to give directions yesterday, are oblivious to us this morning, walking purposefully to their jobs, with stern faces, back to reality, mundane work and responsibilities, even the church bells sound grave. As we head to another city, London, the narrow roads, the fitted grey suit, the Ploughmans sandwich, the cloudy sky, the underground, the most attractive flag. Someone - at this moment -  is rushing to vacate the room we’ll be staying in; papers and maps tucked in hurriedly, crumpled suits and unclean shirts shoved in with haste.. Life, people, things.


















21 Jul 2018

Images from Paris 2


June 29th 2018
The heat of Paris, the lightness of crossing a narrow-cobbled road sandwiched between two souvenir shops, where small, multicolored Eiffel towers hung in clusters and chimed in the warm breeze. A Parisienne girl cycles, long tanned legs, short brown hair, floaty red skirt, her lace bralette showing underneath her sheer white blouse, like a water color made by a French street artist.

Cities are people, each with a unique personality, each has something the other lacks. Paris is the quaint boulangerie, the baguettes, the ridiculously large green and pink meringues. Green meringues! The glittering Seine, the sweet-talking men, the gypsy beggar who sits near the market, a few coins inside an empty McDonald’s paper cup, her pet rabbit nibbling on a carrot.

The simple and wonderful pleasure of looking out my hotel window every morning and seeing, the little grocery down the street; ‘Bonjour, je peux acheter une peche s’il vous plait?’ and always the lovely ‘bien sur’ in response. Then the divine pleasure of tucking my teeth into the sweet, full, pink-orange flesh, the burst of flavor, the juice, the joy, in utter satisfaction, I nod; no this can’t be a mere peach, it’s definitely a peche. Language, words, things take different meaning, tastes, and feeling.