28 Mar 2013

وعاء الروح



نظرت حولها فرأت كل شيء قد استقر في قالبه

النباتات قد عوّدت جذورها أن لا تتعدى إطار أصيصها المحدود

و الحبوب في أدراج المطبخ قد ملأت زجاجات القهوة وعلب الآيس كريم الفارغة

و الماء قد ركد و استكان في كل إناء سكبته فيه من عبوات بلاستيكية و جرار زجاجية

و سمكة الزينة التي ارتضت وعاءها الضيق ونست الأمواج

و الكلمات التي جلست بجمال على أسطر الأوراق

فلماذا إذاً تظل هذه الروح تبحث عن مكان؟

تتمرد على وعاءها الذي خُلقت لتسكنه

ولماذا الثورة والإعتراض؟

تعترض الروح على خنوع العين بأنها لم تعد تطلق عنان البصر و أصبحت تخضع للأسوار

تعترض الروح على يدان لم تعد تجرؤ و بدأت تؤمن بالحدود و الأعراف

تعترض الروح على قلبها الخافت الباحث عن الأمان

...


ولماذا هي دائماً الصحراء التي لا تنبت فيها الخضرة و إن نبتت فهي ليست سوى عرفجاً يابساً سرعان ما تحرقه سخونتها و جفافها و صعوبة مراسها

لماذا قلبها كالمنخل تتساقط من ثقوبه الأسماء و الوجوه و الملامح

لماذا تتحاشى الخيوط التي تربطها بالحياة




26 Mar 2013

كيف نشتاق




الشوق صداع نصفي

قد ترك لي شوقي إليه نصف عقل, وآلام نصفه المريض تنخر بشدّة نصفه المعافى

شوقي إليه شتاء يجمّد أطرافي.. بردٌ لا يخمده لباس ولا لحاف ولا قفازات.. لا دفء إلاّ دفئه  

شوقي إليه يوقف دوران الوقت و يؤخر تحوّل الفصول

في هذا الشوق تشحب الألوان و تبهت أحاديث الناس إلى ثرثرة من الأصوات الثقيلة.. يتحدثون تحت الماء بفقاعات هواء لا أدركها..

في ظمئ هذا الشوق أرى سراب يده تمتد مع يدي لتفتح باباً أو تطفيء نوراً

شوقي إليه يختطفني مني.. ويحول بيني و بين نفسي.. ولولا الضلوع التي تسجن قلبي.. لهرب مني إليه.






22 Mar 2013







أعرفُ ما الذي يجذبني إليه

عُقدةُ حاجِبيه التي تجعله يبدو وكأنه دائماً في حالة تفكير عميق

أُحِبُ

ذِقنهُ الغير محلوق الذي يدل أنه دائماً مشغول, عن نفسه مشغول

و كيف يُديرُ وجهه عني إن أراد أن يقول كلاماً حلواً حتى لا تلقى عيناه عيني

و شفتيه

و عندما يعضُّ شفتيه قبل غضبه

و غضبه

و كم يجاهد كي لا تخرج كلمات الغضب من شفتيه

و كلمات غضبه المرّة , يليها صمتاً مراً , يليه عناقاً حلواً

و مُنحناً دافِئاً بين مفصل عُنقهِ و رقبته حيث أخبئ وجهي وأغمض عيني

و عَرضُ مِنكَبيه

و يداهُ الخبيرتان اللاتي يعرفن متى و كيف

و ساعده المفتول الذي يغلفني تماماً من شرور أفكاري و ظنوني

و أنفاسه, هواءاً عذباً يدخل و يخرج من رئتيه.. كلما إرتفع وهبط صدره على وتيرةٍ ملؤها

 أمان.. 
      أمان.. 
            أمان..



3 Mar 2013

If you dare




 ...You'd walk to the end of the earth for that one moment of pure happiness 

Creep into the little places of your heart; the little untouched places.

Listen to your tearful self.

Look at your sadness.

If your love has been shaped by years of misfortune; re-shape it.

Close your eyes and see for once with the kindness of your hands.

Touch the world you’ve been a part of for so long.

Measure yourself through the eyes you had 20 years ago.

Nurse your withering passion, learn to feed it adventure.

Wear your despair on your chest and tell curious eyes that this is your illegitimate child.

Taste someone else's fears; ask them to swap you their poverty in exchange of your pathetic relentless vanity.

Hold a moment; perhaps that moment you were too weak to ask your dying friend if they were afraid of death.

Tell the truth; full, whole without your tainted bits inside it.

Regret.

Blame yourself for all your lacking.

Dream further, in a vaster realm than your mind or your boundless imagination ever can.

Look behind yourself and see all the dead selves you have crawled out of, to be 
what you have become today.

 






تقول أنك مستعد!

مستعدٌ أن تسير إلى نهاية هذا العالم لتجد تلك اللحظة, لحظة سعادة طاهرة نقية من شوائب الشك والظن والريبة ..

ازحف إلى تلك الأعماق التي لم تدخلها مسبقاً في قلبك.

استمع إلى ذاتك الدامعة المتوسلة إليك.

إن كان صنم الحب الذي تعبده قد نحتته لك السنين وبِضع تجارب فاشلة, فأذبه بحرارة روحك وأعد خلقه من جديد.

اغمض عينيك و انظر ولو مرة بيديك التي تعطي وتقبض كما يريدها الإنسان الذي بداخلك أن تفعل.

المس هذا الكون الذي أنت جزء منه.

اصغِ إلى شغفك الذي بات ذابلاً مشلولاً, ستجده يسأل بأنين: "لماذا توقفت عن إطعامي المغامرة؟"

ضَع يأسك المخجل على صدرك و قُل بصوتٍ عالٍ أنه طفلك الغير شرعي.

ذُق خوف الآخرين, بادل فقير فقره و اعطه بالمقابل غرورك القبيح.

عانق لحظةٍ ما.. لتكن تلك اللحظة التي لم تجرؤ فيها على سؤال صديقك الذي يحتضر ببطء ما إذا كان يخشى الموت؟

قُل الحقيقية, كاملة, غير منقوصة, غير ملوثة ولا ملطخة برأيك.

اندم.

لُم ذاتك على كل نواقصك وثقوبك التي تجعلك مشوهاً.

احلم إن كنت تجرؤ.. احلم بما هو وراء العقل و وراء الخيال.





2 Mar 2013






العين ترى مجدداً

الأذن تنصت لكل الأصوات

في العقل متسع لتقييم الذات وإعادة النظر للتجربة

بعد الفراق تعود حواسنا إلينا

و نملك أنفسنا من جديد

و كأن حلماً جميلاً غلفنا بسكرات السعادة  وقد إستيقظناه

لا نرى سواهم

لا نسمع سوى دقات قلوبهم وقد نظمنا قلوبنا شغفاً لتنبض بنبضهم

امتلأت عقولنا بهم.. حتى لم يعد هناك متسع من العقل لنا

أصبحنا رهائنهم و رهن محبتهم و رضاهم

الآن

تعود لنا أنفسنا من جديد

كيف لم نلاحظ غيابها وإختلاطها بهم؟

تعود أنفسنا مختلفة قليلاً عن ما عهدناها

مصبوغة بجمال لحظاتهم

مرصعة بجواهر الكلمات التي بادلناهم, حباً, خوفاً و رغبة

أنفسنا تعود إلينا من قبضتهم الناعمة.. مغسولة بمسك أياديهم





1 Mar 2013



With me

I miss her now she is 7
not long ago she fit perfectly into my forearm
rocking her gently, I wondered what her voice would sound like
driving on long winding roads in the dark
she slept peacefully in the back seat
knowing she was safe with me

Four years ago my mother and I hardly spoke
blaming each other for what we could not change
passive to the crumbling of my marriage
she sent me letters
with oceans between us she'd explain:
'this is the only way we won't scream at each other'

Tearful, broken and alone, I packed and drove
from city to city; I kept going
with a baby in the back seat
sleeping peacefully
knowing she was safe with me














طالما هي معي 


أشتاق إليها الآن
الآن لم تعد طفلة صغيرة
كم كبرت وازداد بعد رأسها عن قدميها
وهي التي كانت يوماً بحجم ذراعي تماماً
تنام بين رسغي و مرفقي
أتمايل بها بحب و حنان يميناً ويساراً لعلها تنام
وبشوق أتسائل كم سيكون جميلاً صوتها عندما تبدأ بالكلام

في الطرق الوعرة التي قذفتنا بإتجاهها الحياة
أقود أنا بقلق و بشغفِ خوفي عليها
و تنام هي في المقعد الخلفي بإطئنان
أجبرتنا الأقدارا كثيراً على الرحيل
إما تعباً وكرهاً أو بحثاً عن وطن جديد
و تنام هي دائماً في المقعد الخلفي و بداخلها
صوت يخبرها أنها طالما كانت معي
فهي بأمان