21 Feb 2012

المطلقة


منذ أن أنهيت دراستي وعدت إلى الكويت بدأت البحث عن سكن لي ولإبنتي جوري، و طبعا لأنه ليس هناك غيري أنا وجوري بحثت عن شقة -  مثل ما نقول بالكويتي "ملمومة"، صغيرة وفي مكان هادئ لا يوجد فيه صخب، وفي بناية فيها حراسة ودرجة كافية من الأمان. أعجبتني بعض البنايات القريبة من البحر، أولاً لأن نظام الشقق هناك جميل وراقي وعصري وثانيا لأنني كنت دائما أحلم بأن أعيش قرب البحر، لكني  فوجئت ودُهشت من ردود أفعال بعض أصحاب البنايات إتجاهي كوني "مطلقة" فكلما شرحت وضعي الإجتماعي بأني مطلقة وكأني قلت كلمة مُهينة أو كلمة شتم أو سب!
فيرد علي البعض بصورة قطعية من دون أي نقاش : "لأ لازم عقد زواج"  ويدير ظهره لي ليحاول بقدر الإمكان أن لا تلقى عيناه عيناي! والبعض الآخر(ممن يعتقد أن لديه حق النصح) يقول "أُسكني في بيت أهلكِ أفضل!" ويدير ظهره كذلك حتى لا ينظر إلي!!

أنا في نهاية المطاف "جامعة الكويت" تعطيني سكن في الجامعة بمقابل رمزي، لكن مستوى سكن الجامعة رديء، كما أنه بعيد جداً عن كل المدارس، بمعنى أنني يجب أن أخرج من منطقة الشويخ باكراً كل صباح، لتوصيل ابنتي إلى مدرسة بعيدة، ثم أعود مرة أخرى للشويخ لتدريس محاضراتي، وبسبب الإزدحام الشديد في منطقة الشويخ، هذا الأمر سيؤدي إلى تصعيب المور بالنسبة لي، خصوصاً فترة الظهر عندما أخرج من الشويخ لأخذ ابنتي من المدرسة، والعودة مرة أخرى للسكن الجامعي في الشويخ.

ما أكتبه هنا عن تجربتي كامرأة مطلقة تبحث عن سكن ليس بهدف الحصول على العطف أو الشفقة، فالحمدلله  لدي كل ما احتاجه (الصحة والعافية وإبنة رائعة). لكن ما أردته هنا هو التفهم، فإلى متى يا ترى المطلقة الكويتيية شخص منبوذ ومكروه، إلى متى هي إمرأة مشكوك فيها وبأخلاقياتها؟

لننظر معاً بشفافية ومن دون نفاق، كم من المتزوجين (رجالاً ونساءاً) ممن لم يحصنهم الزواج ولم يزيد من عفتهم؟ وأنا لا أقول ذلك ذماً فيهم لأنني متأكدة أن هناك سبب جامح يرغم الإنسان أحياناً على الخيانة، فقد لا يجد أحد الطرفين الراحة مع الآخر أو هناك عدم إشباع لحاجات نفسية وغيرها من أسباب.. أنا لا أبرر الخيانه ولكنني كذلك لا أنظر نظرة دونية لمن أخطأ فيها. لأنه في النهاية أخطأ، وبالتالي لماذا نفضّل المتزوجون ونعاملهم معاملة أفضل ونثق فيهم؟ ليس لسبب آخر غير أن الزواج مظهر خارجي للعفة، لباس يوضع ويُخلع بسهولة، فهذه الورقة (عقد الزواج) هي ورقة فقط ولا تغير ولا تؤثر في أخلاقيات الشخص الموقع أدناه.

لا يجوز (في نظري) بأي حال من الأحوال أن نساوي بين ظروف الجميع وننصح من لا نعرف عنهم شيئاً بقول: "أسكني في بيت أهلكِ"، فهل تعرف ما هي ظروف بيت الأهل؟ هل فكرت أنه لا يتسع مثلاً، أوغير مناسب، أو أن أهل المرأة المطلقة ذاتهم لا يرغبون بها؟ كذلك من الضروري أن يكون للمرأة (الأم) الحق بتربية أبناءها بالصورة التي تراها أصلح وطريقتها قد تختلف كل الإختلاف عن طريقة الحياة المتعارف عليها في بيت الأهل.

 إنه من المؤسف جداً أن يُنظر للمرأة المطلقة نظرة دونية وكأن وجودها يهدد راحة و أمن سكان بيت أوعمارة!
 يجب (برأيي) أن نضع بعين الإعتبار أمر مهم وجوهري وهو أنه لا يوجد امرأة في الكون تريد أو تطمح للطلاق، لكنها لجأت إليه كحل أخير، بعد تحمّل معاناة كثيرة، وآلام كثيرة، وتنازلات كثيرة، وفي الكثير من الأحيان نجد في الطلاق رحمة للمرأة وأطفالها، فلماذا تُعاقب المرأة مرتان: المرة الأولى برجل سيء، ثم وبعد عناء ومشقة لتنزع نفسها منه، يعاقبها المجتمع مرة ثانية بأن ينظر لها نظرة دونيّة ويتعمّد تحقيرها؟

هناك الكثير ممن يتغنون بحب واحترام المرأة، إن كنت تحب المرأة وتحترمها فعلاً، فلا قيمة للقول ولكن القيمة الحقيقية لهذا الحب والاحترام هو الفعل، الفعل هنا هو تغيير التفكير، حب المرأة واحترامها هو أن نفهم بأنه لا فرق بين امرأة وأخرى لمجرد أن حظ إحداهن كان أوفر بمن تزوجت




















18 Feb 2012

Last Day in Libya "Misrata" - Poetry Workshop (Part 2)



I was approached by the British Council to facilitate a poetry workshop in “Misrata” Libya, see my earlier report entitled “First Day in Libya Misrata – Poetry Workshop (Part 1)” blogged on Feb 12th.

I found the experience of working with school students in Misrata both exciting and rewarding. I’ve learned so much from them and the journey; from the first day of the workshop until the last day (15\2\2012) has enriched me and given me a better perspective on how to work with young students, but mostly, what it is like to be a war child. What those children have experienced from extreme violence, fear and pain has matured them and made them stronger, but there is still a lot of bitterness, a lot of anger and a lot of resentment. Those children have lost fathers, brother, cousins and friends, they are still grieving and there is so much pressure on them to forgive and forget and move on. There’s also a lot of pressure on them to succeed academically, something I find almost impossible to do when the painful events have ended late September 2011, and with so many rebel fighters still missing, and many still healing in hospitals or recovering slowly at home. 
The British Council’s initiative is a very thoughtful one, the objective of my workshop was to help students express their feelings on the war in a healthy way, and to do it creatively, this was thought to help the students to put their ideas on what happened in Misrata Libya into poetry, to finally speak about it honestly instead of denying or forgetting that it had happened, but it is also hoped that the workshop could help the students concentrate on the creative side of their anger and resentment, since after the revolution many schools have witnessed some acts of violence between students who belong on different sides of the war; the children of the rebel fighters who have sacrificed a lot to topple the old regime, and the children of those who were either passive during the revolution, or were supporters of the old oppressive regime. To bring a foreigner (me) to find creative and fun ways for those children to write about their feelings on the revolution would help shift their concentration from the negativity which the revolution had left behind, to see the beauty rather than the injustice of the sacrifices that were made.
I watched them during those four, short, very quick passing days, become more and more engaged, it was so interesting hearing their thoughts and their creative expressions on the meaning of home, country, land, defeat, anger, victory and loss.
As a final assignment I asked them to write a poem in the form of a dialogue between themselves and an imaginary revolution martyr, and I was surprised and pleased with the results, some of them imagined the martyr as their father and were very emotional in their longing for him, some focused on telling the martyr about how the revolution ended and how Libya has changed since the revolution. And one student used some words from an old Qadafi speech about Libya then very creatively added his own perspective on what his “home land” means to him, his poem was very beautiful, very well structured one and he performed it - on the last day of the workshop - with such conviction and such passion.

I left Libya with so much hope, as the Libyan children have brushed me with their bright optimism and their relentless passion to survive. A Free country at last, Libya is a country worth visiting, just as the strong, powerful and passionate Libyan people are worth knowing.

Note: Some photos from the final day of the workshop and some photos of Tripoli are published on my facebook and my twitter account. 

زيارتي لمصراته ليبيا - الجزء 2


 زيارتي لمصراته ليبيا - ورشة عمل لتشجيع طلبة مدارس مصراته على كتابة و أداء الشعر و الخواطر تعبيرا عن ثورة 17 فبراير
   برعاية و تنظيم المجلس الثقافي البريطاني – ليبيا  من تاريخ 12 إلى 15 فبراير 2012
مواعيد الورشة: من الساعة 11:00 صباحا إلى 4:00 عصرا

ذكرت في مدونتي (انظر المدونة بتاريخ 12 فبراير) بأن المجلس الثقافي البريطاني نظم ورشة عمل تهدف لتشجيع طلبة و طالبات منطقة "مصراته" في ليبيا على كتابة و أداء الشعر لتساعدهم على التعبير عن مشاعرهم في الثورة الليبية والتي صادف يوم 17 فبراير عيدها الأول.  وقد تم إختياري للذهاب إلى "مصراته" ليبيا لمساعدة الطلبة على الكتابة و التعبير من خلال ورشة العمل هذه.

تجربتي مع الطلبة و الطالبات في "مصراته" ليبيا كانت فعلاً رائعة تعلمت منهم الكثير و استمتعت بالعمل معهم و تشرفت بمعرفتهم, كما أن الشعب الليبي بشكل عام أذهلني بشهامته و كرمه و جوده, و قد تركت ليبيا وأنا أتوق لزيارتها مرة أخرى.

أريد هنا أن أركز على سبب قيام المجلس الثقافي البريطاني بهذه الورشة و الهدف منها. في البداية يجب الذكر بأن المجلس الثقافي البريطاني يهدف في أي دولة تتواجد فيها أحد فروعه أن ينسق ما بين هذه الدولة (عربية كانت أم أجنبية) و بين المجلس لتنظيم  أحداث, ندوات و ورش عمل تتعلق بالأدب, و لا يشترط أن تقوم هذه الجهود باللغة الإنجليزية فورشة عمل ليبيا كانت باللغة العربية بالكامل. و لكنني وجدت فرع المجلس الثقافي البريطاني في ليبيا نشيطا جدا  و جميع العاملون فيه من المتميزون الذين يطمحون لتنسيق حفلات و ندوات و ورش عمل أدبية على مستوى عالمي.
 أفادني المجلس الثقافي بأن الطالبة و الطالبات في ليبيا قد تعرضوا بلا شك خلال الثورة لظروف صعبة مرعبة رؤوا فيها الكثير من التدمير و القتل والمعاناة والألم و الخوف و القلق . وإنه من الأفضل, و حتى يستطيعوا النظر إلى التجربة بموضوعية , على أمل أنه في يوم ما يستطيعون أن يجتازوها, أن يحاولوا التعبير عن هذه التجربة بصورة إيجابية, خصوصا" أن الكثير منهم قد فقد أب, أو أخ أو صديق.. و هناك من تعرض لصورة أو أخرى من العنف, فهناك من حرق منزله أو دمرت مدرسته أو جرح في جسده.  أما الآن و قد عادوا إلى مقاعد الدراسة فهناك الكثير من الحزازات و الأحقاد السياسية, لأنه في كل مدرسة يوجد مجموعة من أبناء الثوار و لكن هناك أيضا أبناء المؤيدون للنظام البائد و هناك فئة من الذين دورهم كان سلبياً أثناء الثورة فلم يحركوا ساكناً لكنهم هربوا إلى مكان آمن حيث لا تمسهم الشظايا و لا تطالهم أصوات المدافع. و ما يحدث أنه بسبب التضحيات العظيمة التي قدمها الثوار إلى ليبيا  (فهناك من قدم الروح و هناك من فقد بصره, سمعه, رجله أوذراعه) فغيرة أبناء الثوار على وطنهم و التجربة المرعبة التي مروا فيها تجعلهم يكرهون من هو بعكسهم لم يقدم شيئاً و يأتي اليوم ليتغنى بالثورة و الحرية و الوطن, و بسبب ذلك تحصل خلافات و اصطدامات كثيرة بين الطلبة تنتهي في معظم الأحيان بالعنف اللفظي أو الجسدي. إلى جانب ذلك كله فالطالب مطالب بالتحصيل العلمي و النجاح الأكاديمي , و هناك صعوبة في تحقيق ذلك نظراً للظروف التي مر بها ليس بالزمن البعيد, فذللك كله وجدت الكثير من المدارس أن هناك حاجة كبيرة لإعادة تأهيل هؤلاء الشباب, الإستماع إلى همومهم, محاولة فهم مشاعرهم و غضبهم و إيجاد وسائل للحوار و تشجيعة و مساعدة هؤلاء في التعبير عن ألامهم بصورة إيجابية ليس بالعنف, الضرب, الشتم و التصغير , بل بالتعبير الكتابيي الجمالي من شعر و خواطر. أيضاً رآى المجلس الثقافي البريطاني أن وجود شخص أجنبي لا ينتمي إلى أي من الأطراف المتعاركة يضفي شيئاً من التوازن, فعندما أشارك أنا الطلبة في ليبيا على الكتابة و التعبير, و هم يعلمون بانه ليس لي علم بخلافاتهم الداخلية, فأنا أنظر لهم جميعا بأنهم  ينتمون لشعب واحد مروا جميعاً بالتجربة ذاتها,  فلا فرق عندي لأي قبيلة ينتمون و من أي منطقة ينحدرون,  فهذا أيضاً يساعدهم على نسيان أختلافاتهم و يساعدهم على توجيه طاقتهم بإتجاه الإبداع الكتابي الإيجابي.

إن ما فعله الطاغية من جرم  و عبث و تدمير لم يكن فقط على المستوى السياسيي و الإقتصادي العام لليبيا من إستفزاز و إستهزاء بدول أخرى و سوء معاملتها, أو من عدم إستيعاب و عدم إستغلال أو تقدير القدرة الهائلة التي تملكها ليبيا كدولة من ثروات سواء كانت طبيعية أو بشرية و تركيزه فقط على إستنزاف الثروة النفطية التي تملكها الدولة . و لم يكن ظلمه و بطشه منصباً فقط على أجساد شعبه فيحبس و يعذب من يشاء و يدمر بيت من يشاء و ينفي من يشاء متى شاء من دون ذنب أو محاكمة عادلة,  بل إنه قد طغى على عقولهم أيضاً, فلا أحد يثق بأحد و لا أحد يستأمن بأحد, لقد طال جبروته أعضاء الأسرة الواحدة, فلا يبوح الزوج لزوجته عن رأيه السياسي, و تخشى الأم أن تعبر عن ما يقلقها أو تخشاه لأولادها, لأنه و من شدة طغيانه و كرهه للحرية و الرأي و الثقافة و حبه للسلطه و خوفه من شعبه قد سلط الأخ على أخيه و الإبن على أبيه و الحفيد على جده و الجار على جاره.
قد عاش الشعب الليبي تحت حكمه الظالم  في خوف دائم و ظلام مستمر حيث سلبت منه كل حقوق التعبير و إبداء الرأي و بات لا يعرف سوى القلق و إنعادم الطمأنينه و الراحة, بات كل فرد من أفراد الشعب الليبي متيقناً أنه إن أراد يوما أن يبوح بمدى الظلم و الكبت الذي يعيشه في بلدة سوف يتعرض هو و من يحب للقتل التعذيب أو الشنق.


أعود ثانية لورشة عمل "مصراته" و كم استمتعت بصحبة هؤلاء الأبطال الشباب الذين تعلمت منهم أكثر بكثير مما علمتهم, و قد استطعنا خلال مدة الورشة (4 أيام) أن نكتب أشياءاً رائعة, و قد تبادلنا الأفكار و الآمال. و في اليوم الأخير من الورشة (15 فبراير) قمنا باستعراض لإدارة المدرسة (الني تقام فيها الورشة) و مجموعة من الصحفيين و ممثليي وزارة التربية لقدراتنا الإبداعية و قد سعدت كثيرا عندما رأيت الطلبة و الطالبات و قد ارتسمت على وجوههم الثقة بالنفس و قد أدوا قصائدهم للحضور من دون الورق (عن ظهر غيب) و فرحوا بإنجازهم ووعدوني بأنهم لن يتوقفوا عن الكتابة أبداً ووعدتهم أنا بأنني لن أنساهم أبداً.


مفردات ليبية:

حوت:  سمك (استغربت عتدما قدم لي أحدهم سندويش "تونا" و قال لي أن بداخلها حوت!!)

اشبح:  أنظر بقوة أو بالكويتي (أخز)
    

ملاحظة : بعض الصور المتعلقة بالرحلة, بورشة العمل, مصراته و زيارتي القصيرة لطرابلس موجودة على حسابي في تويتر و فيس بوك

12 Feb 2012

زيارتي لمصراته ليبيا - ورشة عمل لتشجيع طلبة مدارس مصراته على كتابة و أداء الشعر و الخواطر تعبيرا عن ثورة 17 فبراير - الجزء 1



بدايةً, ذهلت من مدى طيبة الشعب الليبي, شعب في غاية الكرم, الأخلاق و الإحترام, عندما وصلت مطار طرابلس أمس قال لي موظف الجوازات: "من الكويت؟" و في صوته تعجب و ذهول, قلت: "نعم من الكويت", قال لي: "أهلا و مرحبا بكِ في وطنكِ". المأساة بدأت بعد ذلك بقليل عندما توجهت لأخذ حقيبتي و قد وقفت هناك حوالي ساعة إلى أن اتضح لي بأن الحقيبة قد ضاعت في الترانزيت (قد هبطت ساعة ترانزيت في مطار القاهرة قبل السفر لطرابلس ليبيا). حقيبتي طبعا فيها كل أشيائي: الكاميرا و شاحن "الابتوب" و الملابس إلخ.. و عند وصولي لطرابلس نقلوني ممثلي المجلس الثقافي البريطاني إالى "مصراته" حيث تقام ورشة العمل في إحدى المدارس, إلا أن شبكة الإنترنت للهواتف المحمولة معدومة, فلم أستطع الوصول للإنترنت عبر هاتفي و لا "الابتوب" الذي كان شاحِنه في حقيبتي الضائعة, ولم أستطع لضيق الوقت أن أبحث عن شاحن "الابتوب" في المحلات التي عددها هنا محدود جدا و بضائعها محدودة جدا. لكن و لله الحمد إستطعت اليوم (لم يجدوا حقيبتي حتى الآن) أن أشتري كاميرا و شاحن ل الابتوب, و ها أنا ذا أكتب لكم.
درجة الدمار التي تعرضت لها "مصراته" رهيبة, لم أمر على بيت واحد و لم أجده متهالكاً من شدة القصف بالصواريخ و الأسلحة, لم أمر بجدار واحد و لم أجده مخروما من كل الجهات بحفر الرصاص, و المساجد قد هدمت على رؤوس مصليها, و البنايات قد أحرقت و دمرت بالكامل. من حديثي مع أهل "مصراته" حكوا لي كيف أنه ليس هناك أسرة واحدة لم تتضرر و لم تخسر إبنا واحدا (إن لم يكن أكثر) في الثورة, ومن لم يخسر روحه فقد خسر عينا أو رجلا أو ذراعا. إلى جانب أن القذافي (أو كما يسمونه في مصراته "الجرذ" و أحيانا "القرد" و في بعض الأحيان "ابن اليهودية") قد وصل إلى حد من اليأس للوصول و الهيمنه على "مصراته" فلما رأى بأن السلاح لم يفتك بأهل و شباب "مصراته" أمر جيوشه بدخول المنازل و هتك الأعراض. عاش أهل مصراته في حصار خانق فلمدة 4 أشهر (منهم شهر رمضان) قطع فيها عنهم الماء و الكهرباء و الأكل حتى أن أهل مصراته وصل فيهم الجوع و الحرمان أن بدؤوا يأكلون من أعلاف الحيوانات, أو تغميس الخبز الجاف في الماء. ومع كل هذه المآسي و الآلام فالكل مبتسم, متفائل, وقد رحبوا بي خير ترحيب و أكرموني, و على الرغم بأنني أعلم أنهم لا يملكون الكثير إلا أنني لم ألقي السلام على أحدهم سواء كان مسؤؤلا أو عاملا بسيطاً  وعلم أنني من الكويت (بسبب اللهجة) إلا و دعوني و أصروا على ضيافتي في بيوتهم على وجبة الغداء أو العشاء و تعهدوا بإعداد وليمة.
الطلبة و الطالبات الذين عملت معهم اليوم في ورشة العمل (و سأظل أعمل معهم حتى الأربعاء) في غاية الروعة, في قمة النشاط و الذكاء و لديهم رغبة جامحة في العلم و الإستفادة و تعجبت من موهبتهم في الكتابة و التعبير, و قد فتحوا قلوبهم و تكلموا عن ما في خواطرهم ووصفوا لي حياتهم في ليبيا قبل الثورة, بأنهم كانوا مهمشين, مضطهدين, لا كرامة و لا عزة و لا فخر لهم, حتى أنهم كانوا يخجلون من أن يقولوا: "أنا من ليبيا, أو أنا ليبي \ ليبية" , قالوا بأنهم لم يجرؤا في السابق على أن يحلموا و يخططوا للمستقبل, لأن أحلامهم و آمالهم لا معنى لها و لا قيمة لها. و لكنهم اليوم يفخرون بأنفسهم, بوطنهم, و يرددون دائماً أنهم ليبيين, و يحلمون و يأملون كما يشاؤؤن, أصواتهم و هم يتحدثون معي مملوءة بالأمل, مرصعة بالتفاؤل و العزة و الفخر, مكلله بكلمة "نستطيع" و كلمة  "نقدر" و كلمة "سنفعل" , بعد أن كانت عباراتهم في السابق ملطخة ب "لا نستطيع, و لن يسمحوا لنا أن نفعل, و لا نقدر".
بدأنا (أنا و الطلبة) اليوم بالكتابة و قريبا انشاءالله سأشاركم بعض ما كتبوا و عبروا عنه في الورشة.

كلمات ليبية تعلمتها:
باهي: يعني "كويس" أو "تمام" و أحيانا "أليس كذلك".
الحوش: أي البيت. وقد قالوا لي كثيرا : "تفضلي عندنا بالحوش" , فاستغربت!! "ليش يعني يعزموني على حوشهم!؟"

بعض الصور للرحلة موجودة على حسابي في تويتر و فيس بوك.



First Day in Libya "Misrata" - Poetry Workshop (Part 1)


First of all; the kindness and the hospitality of the Libyan people seriously blew me away, I was stunned by how generous and welcoming they are, even under the current poor economic climate and the fact that they as people have very little and have lost so very much, everybody I met in Libya (literally everybody) invited me to their home for a meal, even the laundry guy! Okay so maybe the laundry guy had something else on his mind other than generosity! But seriously everybody else was sincere.
But why would I need to go to the laundry to have my clothes cleaned just a day after my arrival to ‘Misrata’ ?  Well the airport lost my bag! Yes, I had everything, all my belongings in my bag and it got lost in the airport, it has my £500 Canon camera, my favourite clothes, my laptop charger and my underwear, and now that it’s lost I have to wash my underwear every night and put them on half wet and creased in the morning! Fun!

Luggage drama and soggy underpants aside, Libya is GREAT, I arrived in “Tripoli” on Saturday 11:00am got stuck at the airport for a very long time in hope my bag would show up, when it didn’t and I lost hope, the Libyan British Council representative “Abdulraouf” drove me to “Misrata”, which is 200 miles from “Tripoli”. “Misrata” is where the poetry workshop takes place and it is also  the most affected area by the revolution the amount of destruction, loss and pain is staggering. When I spoke to the people, I couldn’t believe all the horror stories they told me; for almost four months Qadafi prevented electricity, water and food, at one point they ate cattle fodder just in order to survive. Every family in ‘Misrata’ has lost at least one son or daughter in the conflict and those who did not lose their lives, lost, a leg and arm or an eye. There was a time during the revolution when Qadafi was so desperate to win over ‘Misrata’ in order to keep the eastern side of Libya that held all the oil riches under his command, he ordered his troops to enter the homes and rape the girls, women and in some cases even the men  in front of their families. The tragedy was mammoth and yet everyone I met in ‘Misrata’ had a huge smile on their face, they speak with so much hope, with some much expectation and possibility, with so much passion about their future. The children I work with in schools kept saying that their lives before the revolution meant nothing, they could not dream, or hope and had no ambition to succeed, but now they feel strong, able and want to be everything they can be. The children I worked with today astonished me with their ability to write (Arabic poetry) and a good number of them were extremely good performers! I was so pleased with how in such little time we bonded and they talked to me about their feelings, hopes and ambitions for their new country freely, and were very capable in transforming their feelings on the revolution into poetry. I’m so looking forward to tomorrow, and very soon I’ll be able to share with you some of their work.

Note: Couldn't upload pics here, but they are available to view on my twitter and facebook account.


4 Feb 2012

Not morning or night



He is not morning or night,
he’s the brief magical moments in between;
the burnt colours of jealousy as the proud
sun reluctantly bows her head to darkness,
the magnificence of light cleaving its way gently
through the enormous mouth of night’s blue whale.









Home



Sometimes I want to go home,
but I’m not sure where that is

isn’t home another man invented sentiment?
an illusion to legitimise his other illusions
of loyalty, nostalgia, love?

a woman who survives an abusive man
lives the rest of her life homeless
her unhappiness coiling around her waist,
slithering between her thighs
she knows how misery takes without asking.









Learning


she’s not a little girl who enjoys playing with dolls.
she’s only just learning about disappointment:
a big black cloud just as we reach the park.
the selfish girl at school won’t share the crayons.
the boy at football practice calling her ‘a girl’.
‘mummy? why is it spelled school not skool?’.

she’s only just learning about disappointment:

the girls’ section at the toy store stacked with dolls.
her absent dad sending her a doll for her birthday.
her absent dad.






I let it



I sometimes let loneliness come
take whatever it wants
an armed hooded thief in the night
I let it
steel my chances, swift and light handed
I let it
take my methods and reasons why this life is mine
and watch it
brush off its hand prints, frame me with madness and run.






I'm almost with you



whenever he was late, he’d text ‘I’m almost with you’
his love and eyes austere,
i still think of how he was, almost with me.