31 Dec 2013





بانتهاء العام السّالف، تَغيّرتْ مفاهيمُكْ،

بِخلافِ ما أوهموكَ، كثيراً ما يَعكِسُ غِلاف الكِتابِ مضمونَ الكِتاب..

بِخلافِ ما أوهموكَ، ليست القناعة للإنسان بل للحيوان، لم يُخلق الإنسانُ قنوعاً، لكن كلّ من حولهِ من بَشَر منذُ وِلادتِهِ يَرذِلونهُ للقناعة، حتى يَتَحوّل من إنسان إلى شبه إنسان..

وأنّ الفُرَص لن تأتيكَ أبداً عندما تُشيرُ إليها بالإستعداد بعد أن تأنّقت وتَعطّرت، كما تفعل عندما تُشيرُ لسيارةِ تاكسي في شوارعِ مدينةٍ غريبة، مزدحمة..

وأنّ للسّاعاتِ عقارب، تتحوّل لأجنحةِ يمامةٍ بيضاء، مرهفة، تُرَفرِفُ بنسيمِ الجنّة عندما تكون مع من تُحِب، لكنّ من تُحب وَجَدَ عشاً أدفأ من عشّك.. ولا تملكُ الآن شتيمة تَسَعُ بُغضِكَ للأقدار، ولا سُبابٌ يتحمل كُرهك لِعَبَثِها بِقلبك..    


تظلُّ الأسئلة تَضرِبُ رَأسها في جُدرانِ ذِهنِكَ المُتعب! تُريدُ الخروج، أو تريدُ الأجوبة..

ماذا لو أن الموت أفضل بكثير من الحياة، يتسابق عليهِ الناس؟

ماذا لو كل ما حَشَوا بهِ عقلُك منذُ طفولتِكَ كانَ كذباً؟ أن القُبح بالواقع أفضل من الجمال، والفقرُ أسمى من الغِنى، يَجِبُ أن تتعلّم الحياة من جديد! أين ستبدأ؟

ماذا لو كنتَ أنتَ من يختار؟ أتختار روحُكَ هذه ثانيةً؟ بثقوبها، وَوِسْواسِها، و شياطينها التي لا تهدأ؟ و روحُكَ المشوّهةِ هذه، أستختارُك؟









28 Dec 2013




Letters to God





Since you are a man, 
I perhaps understand now
how you have chosen your punishments;
running blunt knives on to my flat soul.

Why I trusted you with all my heart,
in return you gave me a few sparkling dead things.


........................................ 



I mirror
your living things
when I am alive.

But today I am mostly dead,
I mirror your dead things:
The still, slowly whitening eyes
The ill shade of yellow blood
thickening around my pulse.
Lips cold and blue.

I have pushed and pushed
this red liquid into these tired veins
the exhausted slowing pump
at most times did not want to take
nevertheless
it did
it did..















Life knows
      Where it hurts
          Where to kick

Life knows
     How hard
       How deep to cut

Life knows
    What hurts the most
          And she goes for it, unapologetically.




21 Dec 2013




أَنتَ


أنتَ كُلِّ الأسماءِ التي كانَتْ والِدتكَ تُردّدُها - قبلَ مَجيئِك -  متبوعة بإسمِ أبيكَ،
لِتقيسَ جمالَ إيقاعِها على شَفَتيْها وتتساءل:
إِسمٌ يَصلُح لمحامي! يصلح لطبيب! يصلح لِ ... مُجرم!


أنتَ أنفُكَ القبيح الذي طالما أَردتَ تَجميله،
أنفُكَ القبيح يُشبهُ قُبحَ أخلاقِك،
تُردد في نفسِك:
"ليست أخلاقي الكريهة بل الناسُ كريهون!"
تُواسي نفسكَ الوضيعة:
"ليسَ أنفي الكبير، بل المسافة بينَ عَينيَّ غير متناسبة!"


أنتَ الأيام التي انطَوَت قَبلَ مجيئِك للحياة،
أنتَ الأموات الذينَ تَمَّ اِقتِطافُهُم لِكَيْ تُولَدْ،
تَحقيقاً للتوازنُ الأبديِّ بينَ الأحياءِ والأمواتْ.


أنتَ خُطُواتُ الغريبِ وهُوَ يَقترِبُ مِنكَ
تُحدِّد بِمحضِ ثوانٍ:
هذا انسانٌ كريه لأنه سمين،
هذهِ امرأةٌ فاسِقة لأن ملابسها فاضحة،
هذا رجلٌ مُحتَرم لأنهُ أَهملَ ذِقنهُ.


أنتَ الأوراق البيضاء التي كانَ عليكَ أن تُواجِهها بشجاعة و
تعترف لها بِذنوبِك، لكنكَ جَبنت وتركتها فارغة من دون اعترافات،
هي تَنتظرُك، تَنتَظِرُ الحِبر والتلوّثَ بآدميّتك البشعة!


أنتَ الذينَ لَمْ تَلتَقيهم بَعدْ ولَمْ تَعرِفهم قطْ،
الرّفيق الذي رَسمتَ ملامحه وصِفاته وتظلُّ تبحثُ عنهُ،
أنتَ خَلَقته، وأنتَ أضَعته،
لأنكَ وبعدَ كُلِّ الخيباتِ مازلتَ تحاولُ أن تؤمنَ بشيء،
بالإلاه،
أو
بالحب.


أنتَ الذينَ فارَقتَهُم،
تتذكرهم مرّةً في مُنتصفِ كلِّ شهرٍ عِندما يبزغُ القمر،
تتسائل في نَفسِك:
"كيفَ يَجرُؤ على السُّطوع بعدَ كلِّ ذلكَ الظلام؟ بعد كلِّ ذلكَ السُّكوتْ؟"


أنتَ دولابُكَ الذي يعمُّ بِالفوضى،
في كُلِّ يومٍ تَنوي تَرتيبهُ، فَيَرِدُّ عليكَ صَوتُك:
لِمَ؟ إن كانَ سَيَعودُ لِفوضَتِهِ!
ما لا تُريدُهُ ولَسْتَ بِحاجَةٍ إِليهِ تَجِدُهُ أَمامَك!
أماّ ما أنتَ بِقمةِ الحاجةِ إليه، في ظلامِ الغُموضِ يَختَبىء!
فَيَحِلُّ وجهَ من خَسَرتَهُم بِفَوضَوّيةِ لِسانِكَ مَحَلَّ الأشياء المفقودةِ، وتشعرُ بِصغرِك.


أنتَ ضَميُركَ البارِد
في كلُّ ليلةٍ تُطفىء بٍلَمْسَة زِرٍ صُورَ الأطفال المُشَرَّدينَ، الجائِعينَ، الحُفاة
تُغمِضُ عينيكَ وتنام ونَفسُكَ تُرَدِّدُ:
ليسوا مسؤوليتي
.بل مسؤوليةُ الله



16 Dec 2013




عِندما تطوي منديلاً مستهلكاً ممزقاً قديماً وتخبئهُ في جيب معطفك القديم

لا يعني أن المنديل لم يعد موجوداً




أنا موجودة!

 طيُّكَ ونكرانُكَ لي وعدم اعترافِكَ بي وبوجودي

((يَجعلُني))




أنا في ظُلمةِ نسيانك ((أكون))

أكون تلك المستهلكة التي دامت واصطبرت وتمزقت وتمّ طيّها


ولم ((تَعُدْ))

.




3 Dec 2013



فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى""

(سورة آل عمران ، آية 36 )



وضعتها أنثى

وضعتُها أنثى
فألبستها نَدَمي
ومهدتها شعوراً بالذنب ورّثتني إياهُ أمي
وأرضعتها تأنيب الضمير

بالرغم أنها فاجئتني إلا أنها لم تكن مفاجأة
أكدّ الطبيب بأني أَحمِلُ ذكراً
هكذا رَصَدَتْ الأجهزة
لكنَّ ثّقلاً في بطني كان ثُقلَ أنثى
اشتريتُ ملابس أطفالٍ بيضاء، علّ الأجهزةَ تصيب ويُخطئ حدسي
فعلمتني الحياة عندما بعثرتني كَأوراق خريف يابسة في عواصف الشتاء
أن للمرأة أقدار محتومة و حدسها الذي ينبض متناغِماً مع تأودات قلبها
لا يخطئ أبداً

ضنى دموعِها التي انهمرت أسطالاً قبلَ خروجها
وكانت تعرف هي كمَّ الحزنِ
لذلك لم تصرخ عندما وضعتها، فقد أسقيت عروقها بدمي المُغفّل
وسذاجتي، بأني أستطيع أن أغمرها بالحب، فأصلحُ ما أفسدته أميّ
ونذرتُ أن أسعى كي تكون أجملُ ما في العمرِ
لكن سرعان ما تحوّل تابوتاً صغيراً سريرها
أهزّهُ في الظلام
بعد أن ينام
أهزّهُ برعشة اليد والقلب
أُغني لها كلُّ الآلام
بِتعبي  و كُرهي لهُ
وأَضعُها على صدري المقبوض
وأُرضِعها من ثديي سِمُّ الحياة
وتمنيتُ  لو أنني أستطيعُ رفعها فوقي
 فوق غرقي و حزني
لكنّ يدايَ تَوِنُّ فتُعيدانها دائماً إلى قلبي
المفطور
بِخِزيِّ التوقعات
وظُلمةِ الخيبات والخذلان والنتائج
و رِقَّةُ القلبِ المتموّج الهائج
أيُّ حياةٍ هذه التي جئت بكِ إليها؟
ألم يكفي نحيبُ عينين؟
لأخلقَ عينينٍ أخريينِ للبكاء؟
ألم يكفي حزني وهمّي وطاقتي التي هيَ كُلّها أقلّ من ضحكة استهزاءٍ ساخرةٍ

ألم يكفي وجود نفسٍ حائرة؟
لكي أجلب نفساً حائرةً أخرى؟
تتعثّر بخيوط عُمري الملبّك
والسؤال المسموم التي تناقلهُ بنتٌ عن أُم "لماذا خُلِقتُ؟"
فَيئنُّ القلبُ مجيباً "..للشقاء.. للشقاء"
تَكبرُ في ظِلٍ من الظنون وسوء الإختيار والقرار، كالوردِ المنحني

ألم يكفي أنني حمّلتها ثُقلَ رحيلِهِ
و القَدَمِ العملاقةِ التي هي وِحدَتي، تَدوسني فتَهرِسني كلّ ليلةٍ على مسمعها ومرآها
ألم يكفي تَخَبُطي بين القلوب و جشعِ الرغباتِ و قُصرِ عمرها
كي أخلق قِطّة صغيرة عمياء تتخبط بين كلماتهم الشاهقة ومعانيها المنحدرةِ
تحاول من دونِ جدوى فكّ أسرار محبةِ الذَّكرِ و رضاه

يا حبيبتي
كم أنتِ جميلة
كم أنتِ جميلة
ليس عندي ما أمنحكِ إياه
سوى كلماتٍ تشبهُ التأوهات
تحملُ آلاف المعاني
تنحدِر من مجرى ألمٍ وتصبُّ في الألم