21 May 2018

انشقّ الطريقان أمامك


لماذا للذكر أثداء؟  لأن الإنسان يُخلق أُنثى حتى الأسبوع السابع، حيث يحدد الكروموسوم جنسه الذي سوف يولد عليه  



نظرية تقمّص الأرواح، أو التناسخ، أو رجوع الروح إلى الحياة بجسد آخر، باللغة الإنجليزية "ري إنكارناشين" وهي فكرة تعود للأديان التوحيدية القديمة، وفقاً لهذه النظرية يختار الإنسان حياته، و جنسه، والظروف التي يولد فيها.

 تخيّل، كم كنتَ قريباً من الهاوية
كم كانت، الاحتمالات وشيكة
"نصيب".. "أمر الله".. "قدر".. "ٌقسمة"... "حظ"
هناك في ظلمة التكوين، في ذلك البئر الحالك، في جوف امرأةٍ حملتك في رحمها
مستَقِرٌ في جوفها، علقة تمتص من طاقتها، تتفتّق من لحمها، تنشقُّ من روحها، دمها هواؤك  
وبين دقات قلبها الفظيعة، بين تلك الضربات، التي تدقّ كساعة تحذّرك أن الوقت كاد أن ينتهي
وفي مفترق مريب، رهيب للطرق
انشقّت حياتان أمام عيناك، أمام قلبك النابض الملبّك
حياتان، الاختلاف بينهما كالفرق بين الحياة والموت
في الأولى تعيش ملكاً
في الثانية تعيشُ حاملاً لعرش الملك
في الأولى تُرمى الفرص عند قدميك، تُمنح لك المزايا، تُفتح أمامك الأبواب، أطباق فضيّة مصفوفة فيها نكهات الحريّة، منها تُخيّر  
في الثانية أقدارك محتومة، خياراتك محدودة، رغباتُك، أهواؤك، طموحاتك، عصفورٌ حزين بائس نسي التغريد، حبيس قفص لامع، حريّتك مسافة قصيرة ملغومة بين "الحرام" و "العيب"
في الأولى أحلامك طائرة ورقيّة، كلُّ من حولك يصفق لها، يشجعها على التحليق، يرخى لها الخيط كلّه، علّها تعلوَ أكثر
في الثانية أحلامك حمامة غالية الثمن اشُترِيَت للزينة، تُقصٌّ أطراف جناحيها كل يوم، حتى تتعلّم ألا تفكر بالسماء.
في الأولى تخطئ، وتخطئ، وتخطئ، وتُكنَس جميع أخطاؤك تحت السجادة كالهباء، تُنسى كأن لم تكن
في الثانية تُهدد، وتوبّخ، وتُحقّر، وتُعاقب، وتُحاسب، وتُحاكم، تُهمّش، تُصغّر، تُلقّن أن قيود الخزي، والعار، صقلها لك مجتمعك من دون مفتاح
في الأولى تمشي، تركض، تقفز، خفيفاً، حراً، واثقاً، لا تثقل كاهلك التوقعات، الطرقات تُمهّدُ أمامك، متشعبة، متعددة الغايات
في الثانية تمشي خَجِلاً، متردداً خائفاً، حائراً، في عيناك نظرة استسلامٍ واعتذار، تخترقك أعين حانقة، تفترسك أحكامهم الظالمة، تلسعك ألسنة من نار
انشق الطريقان أمامك، كالشعرة، مفترقان، أحدهما تملؤه جبال مهيبة تخفي وراءها كم هائل من الأسى
وفي كل هذا الضياع، والفوضى، والحيرة
اختِرتَ أوّلهما.









14 May 2018

ملفات محفوظة


بعد أن تخرّج وصار مُحَقِقاً، زارني أحد طلابي السابقين، يحكي لي عن عمله، كيف أنه بشكل يومي يتلقى شكاوي التحرّش الجنسي. يقول لي: "تأتي الأم مع ابنتها، وتبدأ البنت بشرح ما حصل، وعندما تنتهي، أنصحهما أنه من الأفضل عدم المضي بالشكوى وتحويلها إلى قضية، لأن ذلك سيضر بمصلحة الفتاة، لأنها يوماً ما سترغب بالزواج، وأن العريس سيسأل ويستعلم عنها وعندما يكتشف أن هناك قضية تحرّش جنسي، حتماً سيلوم الفتاة ولن يفكر ولو للحظة أنها قد تكون ضحية أو مجني عليها، كل ما سيراه أنها فتاة سيئة وسيعزف عن الزواج منها. فتقتنع الأم والفتاة، وتُحفظ الشكوى، ولا يتم تحريك ساكناً"
أردتُ أن أصرخ في وجهه، لكن لم أفعل، أردت أن أشدّهُ من ياقته وأهزّه بعنف وأن أصرخ "ما بكم أنتم أيها الذكور؟ ما بها عقولكم؟ أو هل لديكم عقول أصلاً؟ أم أن رؤوسكم هذه ليس فيها إلاّ أساليب لقمع المرأة، لإسكاتها، لربط عفتها بكل خسيس دنيء، لئيم يتعرّض لها ويلمسها من دون رِضاها ومن دون وجه حق؟ إلى متى تتحمل المرأة جُرم الذكور، وقذارتهم، ووقاحتهم، وانعدام انسانيتهم؟ إلى متى: "لا تفعلي كذا وإلاّ الرجل لن يرغب بالزواج منكِ، ولا تقولي كذا وإلاّ الرجل لن يرضى بكِ". لماذا على المرأة أن تصمت مهما كان حجم الظلم الذي وقع عليها، أن تصمت وتكتم الظلم الذي يدهسها في كل يوم في هذا المجتمع الذكوري المقرف، أن تتحمل الاضطهاد، أن تتحمل العنف، والقمع، لكي يرغب بها الرجل، لكي تحصل في نهاية طريقها التعيس، الوعر على ذكر يتمتع بقهرها أكثر، بقمعها أكثر، باضطهادها وتحقيرها أكثر، بقتلها أكثر.  

ملفات محفوظة

فوق أرفف محققي المخافر، في أدراج وكلاء النيابة، داخل خزانات المباحث
هناك ملفات محفوظة، ملفات ورقية صفراء باسم فاطمة، و وفاء، و نور، و روان..
ملفات مهمله تغطيها طبقة كثيفة من الغبار، مصيرها آلة تقطيع الورق
ملفات لا تحمل في طيّاتها أقوال لِمُتّهم، ولا أقوال لِشهود، ولا أي أدلّة
ملفات هزيلة، لا تحتوى إلاّ على ورقة واحدة "أقوال الشاكية"
ملفات مثقلة بالآلام، بالهموم، بالخذلان، بالغضب، والندم، والعذاب
ملفات تشبه أقوال المرأة، مرمية، لا قيمة لها - مجرّد أقوال
ورقة واحدة مغلّفة بكفن الستر والسريّة، مدفونة تحت التحفظ، والنفاق الاجتماعي، والكتمان
أقوال فتيات ونساء: "لمسني، أمسك بي، دفعته عنّي، حاول تقبيلي بالإكراه، حاول اغتصابي، صرخت، ناديت، بكيت، ثم جئتُ إليك، علّك تنصفني"
ملفات ورقية خاوية، ثقيلٌ صمتها، فوق أرفف عتيدة مغبرة مهجورة تشبه ضمير الرجل.




























10 May 2018

buried


I went to men looking for a home, for refuge, for a haven,  

things they didn’t have, and couldn’t give me

but they were all excellent liars, secret keepers,

fact stretchers, and gaslighters   

I went to men looking for comfort, all I found was abuse

even now at 37 I meet a man for the first time, and feel I’ve already heard all his lies

walking the tight rope of my heart praying never to fall again

never, in that misogynistic pit of male privilege,

I went to men looking for love

now I avoid them, like I do dark, creepy roads

I buried my disappointing encounters, the way I imagine nameless infants are buried; a mourning for something that never was, a ceremonial grief for what could have been.














7 May 2018

هناك خطأ - خاطرة مصوّرة




تصوير لِخاطرتي "هناك خطأ" مع الموهوب عبدالمحسن على آلة العود

تنبيه: تصوير الخاطرة يحتوي على صور مزعجة ومثيرة للاشمئزاز


الرابط:  هناك خطأ