لماذا للذكر أثداء؟ لأن الإنسان يُخلق أُنثى حتى الأسبوع السابع، حيث يحدد الكروموسوم جنسه الذي سوف يولد عليه
نظرية تقمّص الأرواح، أو التناسخ، أو رجوع
الروح إلى الحياة بجسد آخر، باللغة الإنجليزية "ري إنكارناشين" وهي فكرة تعود للأديان التوحيدية القديمة،
وفقاً لهذه النظرية يختار الإنسان حياته، و جنسه، والظروف التي يولد فيها.
تخيّل، كم كنتَ قريباً من الهاوية
كم كانت، الاحتمالات وشيكة
"نصيب"..
"أمر الله".. "قدر".. "ٌقسمة"... "حظ"
هناك في ظلمة التكوين، في ذلك البئر الحالك، في جوف امرأةٍ
حملتك في رحمها
مستَقِرٌ في جوفها، علقة تمتص من طاقتها، تتفتّق من لحمها، تنشقُّ
من روحها، دمها هواؤك
وبين دقات قلبها الفظيعة، بين تلك الضربات، التي تدقّ
كساعة تحذّرك أن الوقت كاد أن ينتهي
وفي مفترق مريب، رهيب للطرق
انشقّت حياتان أمام عيناك، أمام قلبك النابض
الملبّك
حياتان، الاختلاف بينهما كالفرق بين الحياة
والموت
في الأولى تعيش ملكاً
في الثانية تعيشُ حاملاً لعرش الملك
في الأولى تُرمى الفرص عند قدميك، تُمنح لك
المزايا، تُفتح أمامك الأبواب، أطباق فضيّة مصفوفة فيها نكهات الحريّة، منها تُخيّر
في الثانية أقدارك محتومة، خياراتك محدودة، رغباتُك،
أهواؤك، طموحاتك، عصفورٌ حزين بائس نسي التغريد، حبيس قفص لامع، حريّتك مسافة قصيرة
ملغومة بين "الحرام" و "العيب"
في الأولى أحلامك طائرة ورقيّة، كلُّ من
حولك يصفق لها، يشجعها على التحليق، يرخى لها الخيط كلّه، علّها تعلوَ أكثر
في الثانية أحلامك حمامة غالية الثمن
اشُترِيَت للزينة، تُقصٌّ أطراف جناحيها كل يوم، حتى تتعلّم ألا تفكر بالسماء.
في الأولى تخطئ، وتخطئ، وتخطئ، وتُكنَس جميع أخطاؤك تحت
السجادة كالهباء، تُنسى كأن لم تكن
في الثانية تُهدد، وتوبّخ، وتُحقّر، وتُعاقب، وتُحاسب،
وتُحاكم، تُهمّش، تُصغّر، تُلقّن أن قيود الخزي، والعار، صقلها لك مجتمعك من دون
مفتاح
في الأولى تمشي، تركض، تقفز، خفيفاً، حراً، واثقاً،
لا تثقل كاهلك التوقعات، الطرقات تُمهّدُ أمامك، متشعبة، متعددة الغايات
في الثانية تمشي خَجِلاً، متردداً خائفاً،
حائراً، في عيناك نظرة استسلامٍ واعتذار، تخترقك أعين حانقة، تفترسك أحكامهم
الظالمة، تلسعك ألسنة من نار
انشق الطريقان أمامك، كالشعرة، مفترقان،
أحدهما تملؤه جبال مهيبة تخفي وراءها كم هائل من الأسى
وفي كل هذا الضياع، والفوضى، والحيرة
اختِرتَ أوّلهما.