31 Aug 2018

الكويت تمنع الكتب



تقول أنها مجرّد رواية ولا يهمّك إن مُنِعت

تقول أنها مجرد قصة والمكتبات مليئة بالقصص

سأقول لك أن كل رواية وكل قصة ضرورية، و يجب أن نحارب من أجل الروايات

لماذا؟ لأن الروايات حيوات

ماذا أقصد بحيوات؟

عندما تقرأ رواية عن شخص مختلف عنك ولنقل أنت مسلم و قرأت رواية عن شخص يهودي، أو أنت رجل و قرأت رواية عن امرأة، أنت مغاير الجنس و قرأت رواية عن شخص مثلي الجنس، أو قرأت تجربة إنسان ملحد، أو إرهابي، أو لاديني، أو بدون، أو مهاجر، أو منفي، من خلال تلك الرواية ستعرف ما معنى أن تعيش في هذا العالم كهذا الشخص المختلف عنك، الشخص الذي أوهمك مجتمعك العنصري أنه عدوّك، وبالتالي يجب عليك أن تكرهه و تحاربه

تسمح لك الرواية في فهم هذا الشخص، ماهيّة هذا الشخص، أفكاره، آماله، مخاوفه، أحلامه، تساعدك في إدراك الحقيقة ألا وهي أن هذا الشخص الذي أوهمك مجتمعك أنه عدوّك، وعليك محاربته، واضطهاده وقمعه، هو بالحقيقية لا يختلف عنك بتاتاً

فخلف كل هذه التصنيفات، والمسميات: كافر، سلفي، رجل، امرأة، لا ديني، مثلي، عاهر، طاهر؛ نكتشف أننا متشابهون، الاختلافات بيننا بسيطة جداً مقارنة بأوجه الشبه، كلنا بشر، نضحك، ونبكي، وننزف، ونتوق للانتماء، حتى عندما ندعي أن أننا نهرب من الانتماء

تساعدنا هذه الروايات، هذه الحيوات، على فهم بعضنا البعض، وتقبل بعضنا البعض، تدريجياً نقضي على الفروقات التي عززها مجتمعنا العنصري فينا، فتقل الخلافات والصراعات

ولأنهم يعلمون مدى التأثير الإيجابي لتلك الكتب والروايات يمنعونها، من مصلحتهم أن نكون دائماً في حالة صراع، من مصلحتهم أن نتفرّق، أن نكره بعضنا البعض، أن نخشى بعضنا البعض، أن تكون نظرتنا لبعضنا البعض مليئة بالشك والريبة، فطالما نحن متفرقون سيسهل تحكمهم فينا، عندما نكون مشغولون بصراعاتنا السطحية، ولوم بعضنا البعض، سيسهل عليهم تمرير القرارات التي تنفعهم وتضرنا، وسيسهل عليهم تقليص حرياتنا، وإيهامنا بأن العنصرية والطائفية مشكلة لا حل لها

لذلك من واجبنا قراءة الروايات، وتوسيع مداركنا من خلال الروايات، من واجبنا أن نفهم بعضنا البعض عن طريق حماية الروايات، والمحاربة من أجل كل الروايات، والوقوف ضد منع أي رواية وضد منع أي كتاب.


سنقف ونقول لا لمنع الكتب، ولا لتقييد العقول
السبت 1 سبتمبر
أمام وزارة الإعلام (العاصمة)
ساعة واحدة فقط 5-6 مساءً
قِف معنا