15 Jul 2016

اقطعها، احرقها، مزّقها إن شئت



عندما يُقطع جذع الشجرة، نستطيع أن نرى سنينها من خلال عدد الخطوط التي تدور حول قِطرها
خطوط عُمرها، ذكرياتها، جروحها و آلامها و تشققاتها و صدى ماضيها
الشجرة لا تنسى أبداً ، الشجرة تحفظ  كل شيء في قلبها في روحها، في داخلها
قد تَتَغيّر بِتغيُّر الفصول، قد تتساقط أوراقها، قد تتبدل ألوانها، قد تتحلىّ بثوب الربيع الجديد، أو قد تميل كلما هبّت بها العواصف العاتية، لكنها لا تنسى
تحفظ  بدقةٍ و صدقٍ كل التفاصيل،  تُدوِّن مشاعرها من دون خجلٍ، خوفٍ أو إجحاف، من دون الحاجة للغةٍ أو كلمات، من دون أنينٍ ، نحيبٍ أو بكاء
تَقِفُ صامتةً، صابرة، صامدة و قوّية، راسخة، شامخة و أَبِيَّة
اقطعها إن شئت، اقتلعها من أرضها، احرقها، مزٍّقها وانثرها نشارة خشب، اصنع منها كُرسي أو كُراّس
لن تأخذ منها سكونها وسكوتها والسنين والآلام التي رَسَمَتها بحبٍ وشغفٍ وخشوع في صمت جوفها، لن تلغي كيانها.