9 Jul 2016

عن الوطن.. عن الإنتماء




لم أشعر يوماً بأنني أنتمي للبلد الذي وُلدتُ فيه، و بعد خوضي العديد من المعارك الإجتماعية و الأسرية و القانونية و العلمية و العملية. بعد التهميش، و التصغير والطمس، والتكفير والتكذيب و التحقير و التهديد بالتأديب و الحبس. بعد أن إلتفت عني كل من أحب و إلتفت إليً المتشمتين، رحلت  بحثاً عن وطن جديد

سافرت للبلاد التي وُلدت فيها ابنتي، تقدمتُ بطلبي باللجوء، بالإقامة ، بالسماح لي و لطفلتي بالعيش في ضباب و شتاء انجلترا و بعد شهور طويلة تاهت فيها أوراقي و توسلاتي و أعذاري و شهاداتي و انجازاتي و التزكيات التي لملمتها من هنا و هناك أحاولُ جاهدةً بأن أثبت أنني لستُ إرهابية لمجرد أن اسمي فاطمة، رُفضت و رُفضت ابنتي و رُفضت كلَ  توسلاتنا و رجاءاتنا باللجوء، وها أنا من جديد أبحث عن وطن، أبحث عن الإنتماء إلى شيءٍ ما، مكانٍ ما، فكرةٍ ما، حياةٍ ما، إلاهٍ ما...

لاا أريدُ شيئاً، لا أريد مالاً ولا منصباً و لا ثروة، أريد فقط أن أحيا مع طفلتي دون التعرض للسب أو القذف أو الإضطهاد لمجرد أن لي فكرٌ مختلف عن الفكر السائد، أريدُ أن أحيا من دون أن أشعر بالنقص و بالدونية لمجرد أنني اخترتُ الطلاق من ذكر غبي بائس.

ربما يكون الوطن قصة، حكاية، رواية أوهمونا بها عندما كنَا صغاراً

ربما يكون الوطن كذبة، كالحب، نظلَ نطاردهُ من دون جدوى

ربما يكون الوطن نكته ساخرة، ساذجة، نضحك كلما سمعناها أو رددناها، ضحكات تعيسة يملؤها النفاق

ربما يكون الوطن وجبة لذيذة التهمها و استهلكها الأولون منَا، و لازلنا نردد شعاراتها الباهتة الفانية

ربما يكون الوطن ابتسامة حزينة نجبر أنفسنا على رسمها على محيانا محاولين جاهداً أن نعيش