قال الرجل: كوني مُطيعة، فأنا لا أشعر بأنني
رجل إلاّ عندما أُمارس سلطتي على المرأة.
قلتُ: لا
قال: كوني ضعيفة، كي أشعر بأنني قوي.
قلتُ: لا
قال: كوني مترددة وخائفة وخَجِلة، حتى أشعر
أنني ذا قرار
قلتُ: لا
قال: كوني غبيّة أو على الأقل اصطنعي الغباء،
لأشعر أنني أذكى منكِ، فلا شيء يُهين ذكورّيتي أكثر من المرأة التي تفوقني ذكاءً
وثقافة ومهارة.
قلتُ: لا
قال: ابكي عليّ عندما أهجركِ كي أشعر انني ذو
قيمة.
قلتُ: لا
قال: أكتبي الشعر والخواطر بحبي وعن رجولتي، فأنا
لا أرى ذُكورّيتي إلاّ في عينيكِ، ولا أسمعها سوى بكلماتكِ
قلتُ: لا
قال: اطلبي نصيحتي، وتوسلي إليّ كي يتضاعف
حجمي، وأظنُّ أنني ذو حكمة، وأتوهّم بأنكِ مدينةً لي.
قلتُ: لا
قال: اسمعيني باهتمام وأنا أتفلسف عليكِ، و لِتَعتصِرُكِ الغيرة حين أقصُّ عليكِ أساطير وتفاهات وأكاذيب عن مغامراتي ونسائي وعن تجاربي
الساذجة السطحية.
قلتُ: لا
قال: تَزيّني وتجمليّ وابرزي ملامح أنوثتك لي
فقط، واحجبي جمالكِ عن الناس، كي أتوهّم أنني أملككِ كجارية، لا قيمة لها سوى تحت
سيطرتي.
قلتُ: لا
قال: اغدقي عليّ بالمديح ليلاً ونهاراً، حتى
لو كنتُ لا أستحق كلمة ثناء واحدة، اشعريني بأنكِ لا ترينَ سِواي، لا ترغبين إلاّ
بي، كأنه لا يوجد رجلاً آخر في العالم غيري.
قلتُ: لا
قال: أُعبديني وأجليني كإلاهة أمام الناس، وفي
خلوتنا عامليني كطفل ضعيف، غبي، مغفّل
قلتُ: لا.