7 Aug 2017

إلى الذي يعود



الى الرجل الذي يعود بعد أن فارقها شهور وأعوام،

إلى الرجل الذي يعود بعد أن تزوج ابنة عمه، ليرضي أهله،

إلى الرجل الذي يعود بعد أن قال لها: "احنا ما نصلح حق بعض"

إلى الرجل الذي يعود بعد أن قال لها: "الله يوفقج مع واحد أحسن مني" لكنه في الواقع يقصد: "الله يوفقج مع واحد أرجل مني"

إلى الرجل الذي يعود بعد ان أكد لها أنه لا يستطيع الزواج: "آنا مو مال زواج" قال لها، فاكتشفت بعد أيام أنه تزّوج من أخرى لا يعرف عنها غير أن أمهُ رأتها ترقص في أحد الأعراس، فأعجبت برقصها!

إلى الرجل الذي يعود كذكرى الحرب، مُثقل بالجثث والدمار، يجر الخيبات، جِدارٌ يكاد أن ينقض، ينخره الرصاص..

  

إلى الرجل الذي يعود

تسألني كيف حالي؟

حالي كالشمس، كشمس تموز الحارقة، أسطع الساعة الخامسة فجراً متوهجة واثقة، تتمنى لو أنني أتأخر في الطلوع قليلاً، أو لو أنني أسرع بالغروب قليلاً، فأريحك من ذكراي، ترفع عيناك إليَ محاولاً لقائي، فأقهرك بإصراري.


تسألني كيف حالي؟

حالي كالصحراء، أمتد، وأمتد، ولا تدري إن كنتُ أبداً أنتهي، لا فَيَّ بي ولا ماء، تضيع في كَوْني، في فسيح رحابي، تمشي منهكاً، تموت عطشاً، تَوَدُّ لو تعبر حدودي، أن تجد منيّ مخرجاً، تتساءل أين هي نهاياتي.



تسألني كيف حالي؟
حالي كالمطر، تتمنى هطولي، تصلي استسقاء حضوري، ويبدو أنني أهطل في كل أنحاء العالم إلاّ عالمك، وأسقي ظمأ البشر، إلاّ ظمأك، أملئ الأغصان ورداً والأرضَ زرعاً، ويظلٌّ غُصْنُكَ من بين الغصون يابساً جافاً قاحلاً، تمدّهُ نحوي بخوفٍ وخجل، فتكسرهُ رياحي.