4 Nov 2015

الجري صباحاً


صحوتُ قبل طلوع الشمس

فتحتُ الباب، آذِنةً للنهار وللحياة بالدخول

نسيمٌ عليل بارد لم تلطّخه زفير السيارات ولا أفواه البشر

هدوءٌ مريح مُخضّب بحفيف أشجارٍ تتمايل بشجن

أخذتُ نفساً عميقاً، ملأتُ رئتايَ بأنفاسِ الفجر العذبة

شعرتُ بكياني يتفاقم، بروحي تتجدد نشاطاً وعافية

دمٌ غنيٌ، غزيرٌ شديدُ الحمرة تدفّق متفجراً في عروقي بشغف

بدأتُ على مهلٍ

دقاتُ قلبي متناغمةً تماماً مع أنفاسي

أوراقُ الخريف اليابسة بلونها الخمريّ تتهشّم تحت أقدامي

شقّ الضوء الظلام، فرأيتُ كيف يهدم الله الدنيا لِيُشَيِّدها كل صباحٍ من جديد

رائحةُ الفُرصِ الجديدة كقطراتِ الندى النقيّة متلحفةً بوريقات الزهور

كانت الرياح في البداية صديقتي، تحثني لأُسرِعَ، فاستجبتُ

شرائطٌ خفيّة ناعمة تراقصت حولي دفعتني بقوةٍ للأمام كأرواحٍ ودودة

رَحَلتْ عن الدنيا منذُ زمن تُراقِبُني بحنين مستمتعةً بحيويتي وحماسي  

استدرتُ قاصدةً العودة فتآمرت الرياحُ ضدي تسحبني للوراء

صفعاتُها الجافة القاسية انهالت منهمرةً على خدي

انحنيتُ برأسي ناطحةً هبوب الأرياحِ بعزمٍ وحزم

شعرتُ بِرِجلايَ تخورُ قُواها، أنفاسي قصيرة ومتتابعة، قلبي المجهد

يَضُخُّ بِمشقةٍ أكبر مُحاولاً اسنادي وابقائي

كما في الكابوس المتكرر، أُحاولُ الجريَ من دون جدوى، رجلاي بِثُقلِ الحديد تخذلاني

نبضُ قلبي يُردِّدُ مُسعفاً اصراري: استمري..استمري.. استمري..