أتتناثر في روحك الكلمات؟ كالأوراق
المتساقطة بعد أن هزّت الرياح أغصانها
أيبعثرك اللّوم؟ أتتفتح حولك عباراتهم اللاسعة كالزهور السّامة
أيبعثرك اللّوم؟ أتتفتح حولك عباراتهم اللاسعة كالزهور السّامة
أتتقلّب بداخلك الفصول؟ أتتأرجح بين
الموت في جليد بلادتهم، أو الاحتراق في جحيم جهلهم
أتشعر كالأمواج الهائجة المنطلقة
كالثيران الناطحة، فقط لتتكسر وتتلاشى عند أصابع أرجلهم
أتتعالى دقّات قلبك إلى حد الصياح، حتى
تُصم من شدّة تدفّق الدماء في رأسك
أتنام؟ أتنام؟ عندما يفجعك قبح هذا
العالم، ولا يتبقى لديك سلاح سوى أن تغمض عيناك اللتان تيبّستا من كثرة البكاء
أتحاول تقطيع صور المشردين، الموتى،
المعذبين، المهاجرين الذين يعيشون في مخيّلتك، بالمشرط الذي كنت تقص به صور أبطال
طفولتك
أتلوّح فأساً ثقيلاً يميناً وشمالاً،
تريد تحطيم جدران أحزانك، وأنت تعلم أنه لا سماء وراء كل هذا الظلام
أتتوسّل للقدر، للأيام، للدهر، أتخاطب
الهواء.. أتتمسك بضحكة صادقة أطلقتها يوماً خالية من المجاملة و النفاق، كالغريق
الذي يتمسك بقطعة خشب مثقوبة
أتمزقك ابتسامتك التي تواجه بها الوحش
العملاق الذي يجثم على صدرك، كما يمزّق البرق الليل
أيصعقك ضعفك؟ أيسكتك خوفك؟ أينقش
الخذلان على جلدك بإبرة من نار؟ أتتفجر همومك فيك كالبراكين؟
أتغرق؟ أتغرق باسمترار؟