لا تتكلمي لأنك ستغيرينهم أو تغيرين عقولهم. تكلمي لأنهم
يريدونَكِ أن تصمتي.
كوني واعية و مدركة لسجون الرجل المسلم، فأسوأ السجون،
هي تلك التي تقيدنا من دون وعينا أو إدراكنا.
الرجل المسلم الخسيس يسمي الامرأة الحرّة الواعية
"مجنونة" لأنه فشل في ترويضها، فشل في التحكم بها، واضطهادها، واستعبادها.
امرأة تركض
كل صباح من كل يوم في الولايات المتحدة النساء يمارسن
رياضة الركض في الأماكن العامة:
يركضن على الرصيف،
يركضن في الحدائق،
يركضن على الشواطئ،
يركضن الفجر،
يركضن في الليل،
يركضن في الظلام،
يركضن في الشمس،
يركضن تحت المطر،
يركضن على الثلج،
يركضن شبه عاريات "بشورت" قصير وصدرية رياضية تغطي
فقط منطقة الصدر،
يركضن بحرية، مستمتعات بهواء طلق يداعب شعرهن، شعرهن
مرفوع بنمط ذيل حصان، يتأرجح يميناً و شمالاً،
يركضن مستمتعات بالمتعة العظيمة التي لا تأتي إلا بحرية الجسد،
بخفة، و سهولة، ومرونة الحركة التي تأتي بالتجرّد من الثياب،
يركضن بالعفوية التي تأتي من شعورهن بالأمان، و شعورهن
بالأمان يأتي من عدم الخوف من نظرة الرجل، ومضايقته، وتعرضه، وتحرّشه.
هؤلاء النساء يشعرن بالأمان لأنه لا وجود لرجل عربي مسلم
"محترم" "يخشى الله" يراهن يركضن فينزل نافذة سيارته ليصفر بازدراء،
و يبسبس باحتقار، ويصرخ "مؤخرتك" "صدرك"، "يا
الكلبة"، "يا الوسخة"، "يا قليلة الأدب" "يا
واطية" "وين أهلك" "يا سمينة" "يا قبيحة" أو
ينزل من سيارته و يركض وراءها ليهتك عرضها ويتحرش بها جنسياً من دون أي حياء أو
خوف، لأن دينه لم يعلمه الحياء و مجتمعه "المحترم" لا يحاسبه على
التحرّش بالمرأة بل يشجعه على ذلك.
هؤلاء النساء يشعرن بالأمان لأنه لا وجود للمرأة العربية
المسلمة التي إذا رأتهن يركضن، ستقول: "نتس نتس نتس، أمبيه، شوفي هالكلبة! مو
لابسة شي، مفصخة، عمة بعينها، الله يلعنها، الله يحرقها بالنار"، لأن المرأة
المسلمة السفيهة تم برمجتها وأدلجتها من قبل الرجل على احتقار وكراهية أي امرأة
تتمرد و تتخلص من قيود الدين، الدين الذي ابتدعه الرجل ليسجنها.
امرأة تركض
تحرك ذراعيها بحرية
تحرك رجليها بحرية
تقفز حرّة
غير مثقلة، غيرمكبّلة، غير مقيدة بكفن أسود يغلفها من
قمّة رأسها إلى أبخص قدميها، يخنقها، كفن يجبرها الرجل المسلم الخسيس على لباسه و
إن رفضت عنفها، لأن الإسلام دين "رحمة"، لأن الإسلام كما يدعي الرجل المسلم
الكاذب: "أعطى المرأة كل حقوقها".
امرأة تركض
تركض مع كلبها
تركض مع أطفالها
تركض مع زوجها، زوجها الذين لا يرى زوجته كمجرّد مرحاض
يفرغ فيه شهوته الجنسية النتنة، الذي لا يرى زوجته إلا كخادمة له ولأطفاله، زوجها
الذي لا يقول "ماذا سيقول عني الرجال إذا رؤوا زوجتي تركض"، زوجها الذي
يراها كإنسانة مثله تماماً، وليست حيوان يجب حبسه في قفص. زوجها ليس كالمسلم
المريض الذي إن أحبّ الرياضة، غطى وغلّف زوجته بالسواد، وأخذ يحلم بأمرأة غربية شقراء
متحررة تركض بجانبه.
امرأة تركض
بأذنيها سماعات تصدر موسيقى صاخبة، لا تسمع ما يدور
حولها، لا يهمها أن تستمع لما يدور حولها لأنها آمنة، تشعر بالأمان لأنها واثقة
تماماً أن لا أحد يتجرأ على مضايقتها،
تفكر: "كم المسافة التي سأقطعها اليوم ركضاً؟"
وليس: "أخشى أن يراني الرجل، أخشى أن يتحرش بي الرجل، أخشة أن يتعرّض لي
الرجل، أخشى أن يضايقني الرجل."
امرأة تركض
امرأة لم يلقنها الرجل المسلم الخسيس أن جسدها عورة
امرأة لم يكذب عليها الرجل المسلم المنافق أن هناك إلاه
خسيس يشبهه تماماً يهددها في كل يوم وفي كل لحظة بالحرق والتعذيب إن لم تتلفلف بالجلباب
و العباءة و الحجاب و النقاب والخرق التي تخنقها و تعيق حركتها.
نساء يركضن
نساء غير مغفلات
نساء غير سفيهات
نساء نجون من طغيان الرجل، و كذبة الدين، و كذبة الإله
نساء لم يتمكن الرجل من ترويضهن، من تخويفهن، من ترويعهن، لم يتمكن الدين الذي ابتدعه الرجل فقط لكي
يتحكم بالمرأة و جسدها، من تحويلهن
لحيوان ضعيف، خائف، خانع، خاضع.