4 Oct 2019

عقل الذكر العربي المريض


شجعتُ ابنتي على أخذ مادة اللغة العربية الموجودة في مدرستها كمادة اختيارية، كي تستمر في ممارسة لغتها وأن لا تنساها.
جاءت من المدرسة أمس تسألني "ماما! لماذا البوح باسم أمهاتنا عيب؟"
شَرَحت لي جوري أن المعلّمة طلبت من كل تلميذ أن يكتب نص قصير يذكر فيه اسم كل عضو من أعضاء أسرته ونبذة عنه، ماذا يحب؟ ماهي هواياته؟ وهكذا؟
وعندما طلبت المعلمة من طالب عربي (فلسطيني الأصل) قراءة ما كتب، رفض البوح باسم أمه؟ استغربت المعلّمة وسألته لماذا، فقال أن في ثقافته العربية من العيب البوح باسم الأم.
سألتُ جوري ما إذا المعلّمة (عربية الأصل) حاولت إيصال الفكرة للطالب أنه اسم أمه ليس عار، وعليه أن لا يتبنى مثل هذا الفكر، لكن جوري قالت أن المعلّمة أبدت استغرابها فقط، وانتقلت لتلميذ آخر من دون تعليق.
حزنتُ لأنني اضطررت للشرح لجوري أن الذكر العربي يعتبر اسم أمه عار، أنه يعتبر كل أنثى في أسرته عار، وعيب، وعورة ، وحُرمة، وأنه من شدّة عُقدهُ الجنسية يظن أن البوح باسم أمه سيجعل المستمع يتخيّل أمه جنسياً!
وحزنتُ أيضاً لأن هذا الطفل (عمره 14 سنة) وُلِد في الولايات المتحدة، أي أنه أمريكي، لكن والده الذي أتى إلى هنا هرباً من الاضطهاد والقمع في بلده الأصلي لازال يُمارس القمع والاضطهاد على المرأة، ويُصِر أن يورّث ابنه كل أمراضه وعقده الجنسية، وأن يورثّه آيديولوجية احتقار المرأة.