الفرد الكويتي لا يؤمن بحقوق الحيوان لأنه لا
يؤمن بحقوق الإنسان، هو لا يؤمن بالحقوق مطلقاً، هو يؤمن بالعبودية.
لماذا لا يؤمن بالحقوق ولماذا يرى نفسه عبداً؟
لأنه تم تلقينه منذ الصغر بأنه ليست له أيّة حقوق.
أكثر عبارة يسمعها الكويتي من والديه وهو
يكبر هي: "ألم نوفّر لك مسكن؟ ألم نوفر لك سرير لتنام عليه؟ ألا نشتري لك
الطعام والملبس؟ ألا نأخذك إلى المدرسة وإلى الطبيب إذا مرضت؟ لماذا لا تشكرنا يا
ناكر الجميل"
عندما يعتقد الوالدين أن ما يقدمانه لأبنائهم
هو جميل وليس اجب، وأنه يجب على الأبناء أن يشعروا دائماً أنهم مدينين للوالدين
وأن يعبروا عن ذلك الامتنان باستمرار، يصبح التعبير عن الشكر والامتنان قهر. ومن
هنا يؤمن الطفل بأن التعليم والطبابة والسكن والمأكل والملبس ليست حقوق أساسية من
حقوقه كإنسان، بل هي هديّة يقدمها له والديه ويجب عليه أن يعبر عن شكره وامتنانه
لهما حتى الموت.
يكبر الفرد الكويتي فيسمع ذات الرسالة من حكومته
متمثلة بالحاكم، في كل يوم وفي كل لحظة: "ألم نبني لك الشوارع؟ ألم نوفر المدارس
والمستشفيات؟ يجب عليك أن تشكرني"
- الأسرة هي
انعكاس للدولة، الأسرة هي النواة المصغرّة من الدولة، والدولة هو النواة المكبّرة
من الأسرة.
لا يهم إن كانت تلك الشوارع محطمة، لا يهم إن
كانت المدارس والمستشفيات الأدنى في العالم، لا يهم أنه في كل الدول المتقدمة
الشوارع، والصحة، والتعليم هي حقوق أساسية للإنسان وليست هبة أو عطيّة أو منحة.
المهم أن يعبر الشعب البائس عن امتنانه للدولة والحاكم.
الله أيضاً يُجبر العبد على شكره ليلاً ونهاراً
على كل ما أنعم به عليه من نِعَم ومآسي.
لذلك فالكويتي لا يؤمن بما تسميه الدول
المتقدمة بالحقوق، فالعبد لا يرى نفسه مستحقاً لأيّة حقوق.