ركبت السيارة على نغمات أغنية لِناصيف زيتون، لكن كنتُ أعرف مسبقاً أن قائد السيارة عربي، لأن اسم السائق، وصورته، ونوع سيارته، ولونها، ورقم اللوحة، تظهر على شاشة هاتفي بمجرد أن أطلب سيارة عبر تطبيق
"أوبر"
غالباً أتجنب مخالطة العرب، فمن طبيعتهم طرح أسئلة شخصية كثيرة ولا يتمتعون
بثقافة الخصوصية واحترامها، مع ذلك قلت: "مرحبا، حضرتك عربي؟"
سائق الأوبر: "أي عربي من فلسطين، وإنتِ"
أنا: الكويت
بعد أن تبادلنا المجاملات المبالغ فيها التي يتبادلها العرب في
السلام والترحيب.
تكلمنا عن الشرق الأوسخ، وضحكنا على غباء العرب، وكرههم لبعضهم البعض، وتسلطهم
على بعضهم البعض، وحروبهم التي لا تنتهي، ونفاقهم الديني والاجتماعي والسياسي.
وأخبرته عن النكته التي يسمونها "بلد الإنسانية" وكيف أنه تحت رعاية
"أمير الإنسانية" البدون يعيشون في ظلم وقمع واضطهاد، وعمال النظافة
الفقراء لا تُصرف رواتبهم، والحيوانات يتم تسميمها وقتلها بالشوارع، والسجون
المليئة بأصحاب الرأي، والمجرمون السارقون مرفّهين أحرار، وأصحاب المراكز يحملون
شهادات مزورة، وخريجين الجامعات لسنوات من دون عمل، والشوارع متهالكة، والفساد الذي يعم كل مكان وكل شيء، والبرلمان المليء بكلاب السلطة، ورجال
الأمن الذين يغتصبون الأطفال ويتحرشون بالنساء والمثليين، والنفاق في الدين الذي
يمارسه حتى من يسمي نفسه ليبرالي وملحد، والقضاء الفاسد، والكل يخشى الكلام حتى لا
ينتهي به الأمر في سجن بلد الإنسانية...
سائق الأوبر: بتعرفي! أنا بعتبر نفسي يهودي! وبتكلم عبري منيح، هدول العرب
مافي منهم فايدة! زتيهم ورا ظهرك وعيشي أحلى حياة هون في أميركا، أنا لما أروح على
البلاد.. إففف إففف!! ما بصدق أرجع على أميركا... أنا خلاص، لما حدا بيسألني بكول
إني يهودي، وأنا مع "ترمب" محدا بيقدر على الحكام العرب الزبالة هدول
إلاّ "ترمب"، مسخرهم وأخد مصاريهم، هدول ما بينفع معهم غير
"ترمب". شفتي "الدراما" اللي عاملينها في السوشال ميديا على
هاظ المصري "مرسي"! يعني بتعملوا ثورة وتشيلوا رئيس بهدف تحقيق
الديمقراطية وبتنتخبوا واحد "أخونجي"!! الأخونج اللي هم أصلاً ما
بيعترفوا بشي اسمو ديمقراطية! (ضحكة ساخرة) لا.. لا.. زبالة، كلهم زبالة.. زتيهم
ورا ظهرك..
أنا: صحيح، فعلاً كلهم زبالة.
سائق الأوبر: إلاّ ياسر عرفات الله يرحمو
أنا: !!! WTF