28 Nov 2014

أنا أَعرِفُكِ






في عالمٍ مِلؤهُ الآلام والفقد والمرض

أنظرُ إليكِ بشغفٍ و أحبكِ بشغفٍ و

أُقبِلُ على سورِ مدرستكِ في نهاية اليوم الطويل لآخذ بيدكِ بشغف

أراكِ مسرعةً باتجاهي، تتشوّقين لتحكِ لي أحداث يومكِ وأنتِ بعيدةً عنّي

ما قالتهُ المُعلِّمة ووجبة الغداء، والكتاب الجديد والقصص والألوان

وما إذا كنتُ أعرفُ الفرق بين القِسمة، المطولة والبسيطة!

أنا أعرِفُكِ، أعرِفُ تفاصيل هذا الجسد النحيل، الذي أنحني حباً فيه وخوفاً عليه

الذي أُبالغُ بلفّهِ وحمايتهِ من البردِ والقيظِ والمرض

أنا من عدًّت الأيام عندما كُنتِ في ظُلمةِ التكوين، تتهيئين لهذا الكون، تتلونين

بلون عيناي، بنبرة صوتي وشكل قلبي  أنتِ لم تَرَينِ أو تلتقينِ

أَودُّ لو أُهديكِ أفضل مافي الحياة، أشياءَ لا تنضب، أشياءَ لا تبلى، أشياءَ لا ينطفيء بريقها ولا يذهب لمعانها

أشياءَ لا تضيع، أشياءَ لا تبهت مع الزمن، ولا تشحب مع مرور السنين، أشياء لا تنكسر، لا تنتهي، لا تذبل

لكنني

أثقلتُ كتفيكِ الضئيلينِ بحبّي الجامح المُشَوّش بجنون الخوف الغير مبرر والقلق المُرهِق  

في عُتمةِ وساوسي، وشرورِ أوهامي، أظن أنني أحميكِ من الحياة

كل ليلةٍ على رؤوسِ أصابعي أتسلّل إلى داركِ أطمئِنُّ على نومكِ الهانئ، فأراكِ قد ركلتِ اللحاف الدافئ