بانتهاء العام السّالف، تَغيّرتْ مفاهيمُكْ،
بِخلافِ ما أوهموكَ، كثيراً ما يَعكِسُ غِلاف
الكِتابِ مضمونَ الكِتاب..
بِخلافِ ما أوهموكَ، ليست القناعة للإنسان بل
للحيوان، لم يُخلق الإنسانُ قنوعاً، لكن كلّ من حولهِ من بَشَر منذُ وِلادتِهِ يَرذِلونهُ
للقناعة، حتى يَتَحوّل من إنسان إلى شبه إنسان..
وأنّ الفُرَص لن تأتيكَ أبداً عندما تُشيرُ
إليها بالإستعداد بعد أن تأنّقت وتَعطّرت، كما تفعل عندما تُشيرُ لسيارةِ تاكسي في
شوارعِ مدينةٍ غريبة، مزدحمة..
وأنّ للسّاعاتِ عقارب، تتحوّل لأجنحةِ يمامةٍ
بيضاء، مرهفة، تُرَفرِفُ بنسيمِ الجنّة عندما تكون مع من تُحِب، لكنّ من تُحب وَجَدَ
عشاً أدفأ من عشّك.. ولا تملكُ الآن شتيمة تَسَعُ بُغضِكَ للأقدار، ولا سُبابٌ يتحمل
كُرهك لِعَبَثِها بِقلبك..
تظلُّ الأسئلة تَضرِبُ رَأسها في جُدرانِ ذِهنِكَ
المُتعب! تُريدُ الخروج، أو تريدُ الأجوبة..
ماذا لو أن الموت أفضل بكثير من الحياة، يتسابق
عليهِ الناس؟
ماذا لو كل ما حَشَوا بهِ عقلُك منذُ طفولتِكَ
كانَ كذباً؟ أن القُبح بالواقع أفضل من الجمال، والفقرُ أسمى من الغِنى، يَجِبُ أن
تتعلّم الحياة من جديد! أين ستبدأ؟
ماذا لو كنتَ أنتَ من يختار؟ أتختار روحُكَ
هذه ثانيةً؟ بثقوبها، وَوِسْواسِها، و شياطينها التي لا تهدأ؟ و روحُكَ المشوّهةِ
هذه، أستختارُك؟