ليتهم لم يتركونا بنصف وعد
ليتهم لم يمنحوا قلوبنا أجنحة.. نزعوها برحيلهم
ليتنا لم نرى في أعينهم الضوء في نهاية هذا النفق المظلم
ليت الشمعة التي أشعلوها في قلوبنا تضمر وتنطفىء, لم نعد نقوى احتراقها
فينا
ليت شوقنا إليهم يكفّ عن البكاء كالطفل الجائع الذي لا سبيل لإخماده
لكي نكون
لكي نكون من جديد
...
ليت الفراق لم يكن ريح عاتية تعصف بنا بصفعات
غبار باردة حارقة..
أصبحت أيامنا من بعدهم كصعود جبل شاهق
لا يمر بنا يوم إلاّ بشق الأنفس وتعب القلب
والجسد..
سموم زفراتنا المريضة بهم تسبق خطواتنا
ليت فراقهم لم يضعفنا ويقودنا كارهين لمن حولنا
نبحث محتاجين في الوجوه لمن نلجأ إليه
لصديق أو أب أو أم .. أخ أو أخت
لا يذكرنا الأقارب والأصحاب إلاّ بفراغ لا
يمليه سواهم
كم نحبهم
هُم وحدهم من تجتمع في أحضانهم الناس جميعاً