:استمعي لِنص تقولين: لا أستطيع تغيير المجتمع، هنا
https://www.youtube.com/watch?v=n_juAE0g5SI&t=2s
تقولين: لا أستطيع أن أغيّر المجتمع
تقولين أن
الفكر النسوي يجعلكِ ترين الماسوجينية في كل مكان وهذا متعب و مؤلم لكِ،
تقولين أنه بالرغم
أنكِ تعلمين أن الماسوجينية في كل مكان، تعلمين أن والداكِ يتحكمان بكِ بينما
أخاكِ يفعل ما يشاء،
تعلمين أن
أخاكِ المسلم المجرم على استعداد أن ينحركِ كالماعز إذا خرجتِ عن الحدود التي هو
رسمها لكِ،
تعلمين أن زوجكِ
لا يراكِ كإنسان بالغ، عاقل، كامل الأهلية بل كجارية مملوكة، تفعلين ما يأمركِ به
و إلا..
تعلمين أن دينكِ
يحتقر المرأة، فإلهك في كتابه يحثّ الرجل على تأديب الزوجة بالضرب، ونبيّك
الأمي الذي لم يتعلم القراءة والكتابة، نبيّكِ المزواج المطلاق، علّم أتباعه
التعدد، وقال لهم أن أكثر أهل النار هن النساء، و أن المرأة بمرتبة الحمار والكلب
تبطل الوضوء، أي أنها نجسة. و أنه يفترض على المرأة السجود لزوجها. هذا نبيّكِ،
هذا قدوتكِ، هذا أحسن الخلقّ في مجتمعاتكم الكارهة الحاطة للمرأة.
تعلمين أن
المجتمع يبقيك دائماً تحت حذاء الرجل، حتى إذا حاولتِ الخروج من تحت حذاءه، حاولتِ
مثلاً الطلاق للفر من زوج يعنفكِ أو زوج تكرهينه. أو حاولتِ العيش لوحدكِ خارج قفص
والداكِ، لن تفلتي من كراهية، وتهميش، واضطهاد المجتمع.
بالرغم من كل
ذلك ، تريدين التصديق أنكِ تملكين بعض الخيارات و تريدين أن تتشبثين بوهم أن حالكِ
ليس بذاك السوء، و من الطبيعي أن يحاول العقل أن ينجو من الهلاك بالتوهم أن الحال
ليس بذاك السوء، فتقولين لذاتك على الأقل حالي أفضل من مثلاً حال النساء في
أفغانستان،
هذا النوع من
التفكير هو الذي يمنعكِ من الوصول للوعي
نعم، مؤلم أن
ترين الواقع كما هو من دون عبارة "على الأقل"
"على
الأقل أملك سيارة"
"على
الأقل أستطيع الذهاب للجامعة"
"على
الأقل أستطيع أن أعمل"،
"على
الأقل زوجي لا يضربني" كملي العبارة، لأنني لم أعصيه حتى الآن..
على الٌأقل
أبي أو أخي أو زوجي لم يقتلوني بعد، كملي العبارة لأنني مطيعة و أفعل ما يأمرونني
به تماماً، و لا يعلمون عن أسراري، لو لم أطيعهم، لو علموا ما أفعله من وراءهم،
لقتلوني.
،نعم الوعي
مؤلم
لكنه أفضل من
الموت البطيء
نعم الوعي
مؤلم لكنه أفضل من العيش في وهم، الوعي مؤلم لكنني أفضّل ألم الوعي على أن أعيش
كالمغفلة، أرضى فقط بفتات الحرية التي يرميها علي الرجل إن هو أراد ذلك، و إن أراد
أن يهددني أو يعاقبني أخذ الفتات الذي رماه
الوعي مؤلم
لأنه كفتق خياط:
تخيلي لو أن
عيناكِ مغمضتان، لا لأنكِ أغمضتي عيناكِ بإرادتكِ، لا، بل لأن الرجل خاط عيناكِ
بإبرة و خيط كي لا ترين روعة الحرية التي يمكن أن تتمتعي بها لولا تحكمه واضطهاده،
و قد خاط عيناكِ منذ ولادتك، فبمجرّد خروجكِ لهذه الحياة و إنتِ تلقنين إذا لم
تتغطي ستعذبين في النار، إذا لم تطيعي الرجل (الأب أو الزوج) مثواكِ النار، الله
سيحرقكِ، الله سيعذبكِ، الله سيعاقبكِ.
تخيلي الآن
أنكي وعيتِ لأكاذيب الرجل، أي بدأتِ تدريجياً بفتق الخيوط التي استخدمها الرجل
لإغلاق عيناكِ، بالتأكيد ستكون عملية مؤلمة، جداً مؤلمة. لأنه مؤلم أن الرجل الذي
هو يفترض أن يكون مسؤول عن منحكِ أفضل فرص الحياة هو في الواقع مسؤول عن حرمانكِ
حتى مفهوم الحماية،
عندما يقول لكِ أباكِ، أخاكِ، زوجكِ أن ما يفعلونه (ما يفعلونه ألا وهو حرمانكِ من
الحركة و الحرية، حرية الخروج، والسفر، وحرية اللباس، والحرية الجنسية) هو من
مصلحتكِ لحمايتكِ من الرجال، لأن الرجال خبيثون ويجب حمايتكِ منهم، لأنكِ مغفلة،
وضعيفة، ويسهل الضحك عليكِ. هذه خدعة، تحميني من ماذا؟ رجل يحميني من رجل؟ طيب
لماذا بدلاً من أن تحميني من رجل آخر بوضع كل هذه القيود علي و على حريتي، تربي
الرجل، وتعلمه، وتلقنه أن لا يتعرّض للمرأة، و إن لم يفيد التعليم، تهدده أن لا
يتعرّض للمرأة، تضع قوانين صارمة وعقوبة شديدة إذا تعرّض الرجل للمرأة. لكن، لأن
من مصلحة والدكِ و أخاكِ و زوجكِ أن تكوني دائماً خائفة من الرجل، لأن الخائفة
أيضاً مطيعة و راضخة، لأنهم يستفيدون من خوفكِ، لن يعلّموا الرجل ولن يربّو الرجل
أبداً على احترامكِ، يريدون الخوف من الرجل قيد حول عنقكِ، كابوس لا تستطيعين
الاستيقاظ منه.
مثلاّ في
الكويت، كما هو الحال في باقي دول الشرق الأوسخ، هناك قانون يخفف عقوبة القتل
الشرف، إذا الأب قتل ابنته، الأخ قتل أخته، الزوج قتل زوجته، أو الأبن قتل أمه
يسجن لِ 3 سنوات فقط بدلاً من الحبس المؤبد. و بالرغم من مطالبة وإلحاح النساء في
الكويت لإلغاء هذا القانون لأن الرجل الكويتي القذر يومياً يقتل امرأة و يسلم نفسه
للشرطة بكل ثقة، وبكل أريحية لأن 3 سنوات حبس بالنسبة له ولا شي. بالرغم من
المطالبات المستمرّة بإلغاء القانون، لن يلغي الرجل الكويتي المجرم النذل هذا
القانون أبداً، والدكِ سيحارب، أخاكِ سيقاتل، زوجكِ وابنكِ سيفعلان المستحيل
لاستمرار هذا القانون، لأنه طوال ما أنتِ خائفة من القتل، ستظلين دائماً تحت
أحذيتهم، تحت تحكمهم وسيطرتهم.
الآن صرتِ
ترين وجه آخر لعملة الإضطهاد، في البداية لقنوكِ أن ما يقومون به من تقييد لكِ و
لحياتكِ هو من مصلحتكِ، لكنكِ الآن ترين الحقيقة، أن ما يفعلونه هو أفضل لهم.
ألم الوعي أفضل
من النفاق. الألم الذي يأتي من الوعي يعنى أنكِ كبرتِ، و نضجتِ، و صرتِ بالثقة
التي تمكنك من أخذ زمام أموركِ و حياتك. فقط المغفلة هي تعيش في وهم و تشعر بالرضا
عن الوهم الذي تعيشه:
تقول المغفلة -
وأقول العبارة التالية بصوت الكويتية المغفلة: "ما تشوفيني أشتري قهوتي من
ستاربكس كل يوم و سيارتي بي أم دبليو، شلون مضطهدة و أنا أسوق بي أم قيمتها 20 ألف!"
الساذجة تظن
أن الحرية "أشياء"، تظن أن الحرية حقيبة أو ساعة أو سيارة فارهة،
المغفلة تظن أن الحرية هي أن يكون لديها خادمة (كما هو الحال مع النساء في الخليج)
تأمرالخادمة كما تشاء، تصرخ على الخادمة، تعنّف الخادمة، ولا ترى أن ما تفعله مع
الخادمة هو صورة طبق الأصل لما يفعله بها الرجل، فالإضطهاد مرض طبقي، الرجل يضطهد
المرأة، المرأة تضطهد الخامة، و تضطهد أبناءها، و الأبناء يضطهدون بعضهم البعض،
الولد يضطهد البنت، و البنت الكبرى تضطهد شقيقاتها الأصغر منها و هكذا.
الحرية لا
يمكن أن تكون شيء يمكن شراءه، والحرية لا يمكن أن تكون خادمة لأن استقدامكِ لخادمة
هو صورة من صور الإستعباد. الحرية الحقيقية، الحرية ذات القيمة و ذات المعنى هي قدرتكِ
على اتخاذ قرارت شخصية و غير شخصية من دون خوف و من دون تهديد.
الحرية هي أن
تملكين عقلكِ. كيف تملكين عقلكِ؟
أن تملكين
عقلكِ هو أن تفكرين كما تشائين من دون الخوف من عقاب الإله أو عنف الرجل، أو
عقوبة المجتمع
أن تملكين
عقلكِ هو أن تقولين آراءك مهما كانت راديكلية من دون الخوف من عقاب الإله أو عنف
الرجل أو عقوبة المجتمع
في المجتمعات
المسلمة القذرة لا تستطيعين أن تنتقدين الدين، ولا الإله، ولا الحاكم، ولا أن
تعبرين عن رأي سياسي، ولا أن تدافعين عن حقوق المرأة، أو تقولين أنكِ مثلية، أو
أنكِ تؤيديين حقوق المثليين، أو أنكِ ملحدة، أو حتى أن لديك شكوك حول الدين من دون
التعرّض للعقاب.
الحرية
هي أن تملكي جسدكِ. كيف تملكين جسدكِ؟
أن تملكين
جسدكِ هو أن تختارين من تتزوجين و أن لا يكون هذا القرار بيد أهلكِ، قبيلتكِ، أو
مجتمعكِ.
أن تملكين
جسدكِ هو أن تختارين أن لا تتزوجي إن لم ترغبي بذلك، في الدول الإسلامية زواج
المرأة إجبار، بمجرد بلوغك الثامنة عشرة يبدأ الإلحاح، بل بمجرد ولادتك، يقولون
لأمكِ "انشالله تشوفينها عروس". يبدأ الإلحاح: "تزوجي! لماذا لم
تتزوجي بعد؟ متى ستتزوجين؟ كبرتِ لن يرغب بكِ أحد!" يجعلون حياتكِ جحيم في
البيت، حتى يسلمونكِ لرجل آخر، ليستمر هذا اللآخر في جعل حياتك جحيم.
أن تملكين
جسدكِ هو أن تقررين أنتِ إن أردتِ الحمل و الإنجاب، وليس الأمر بيد زوج يمنعك من
أخذ موانع، لانه حسب كذبة الدين و الإله ، الموانع حرام.
حرية الجسد،
هي حرية الحركة، أن لا يمنعكِ الرجل من الخروج، أن تخرجين متى شئتِ من دون الخوف
من تحرّش و تعرّض الرجل، أن تمارسين الرياضة في الشارع إن شئت، أن تمشين في الليل
إن شئت من دون تهديد و رعب تحرّش الرجل.
حرية الجسد هي
أن تلبسين ما تشائين من دون خوف من تحرّش الرجل. وسيحقركِ الرجل المسلم المنافق إن
أصريتِ على حرية اللباس. سيستخدم العنف، وقبل أن يعنفكِ، سيستخدم أداة الإشعار
بالخزي و العار: "ليش تبين تتفصخين؟" لماذا تريدين أن تتعرين؟ "ليش
ما تستحين؟" لماذا لا تتمتعين بالحياء؟ لماذا أنتِ غير محترمة، لماذا لا
تتسترين؟ أنت تتعرين لجذب انتباه الرجل صح؟، أنتِ عاهرة لأنك تريدين الرجل أن ينظر
إليكِ، تريدين الرجل أن يلاحقكِ، أنت تبحثين عن الجنس صح؟ أنت وسخة؟
وسيردد الرجل
كذبة: "أجمل ما يمكن أن تتصف به المرأة هما الحياء والخوف". وهذه كلها
أدوات يستخدمها الرجل ليبقي جسدكِ تحت تحكمه وسيطرته. فهو، الرجل، يحب التعري، ويتعرى
للسباحة، وهو يحب الجنس و يلهث وراء الجنس، و سيرفض أي تقييد لحريته بالتعرّي أو
حريته الجنسية، وسيدعي أن المرأة غير عن الرجل. وهذه أيضاً كذبة ابتدعها للتحكم
بكِ.
حرية الجسد هي
أن لا تجبري على لبس الحجاب و الإجبار ليس فقط عندما يقولون لكِ أهلكِ: "إذا
خلعتَ الحجاب سنقتلكِ" بالرغم أن هذا يحصل كثيراً. الإجبار هو الأدلجة
وبالرمجة منذ الصّغر بترديد العبارات التالية:
"المحجبة
محترمة والتي لا تلبس الحجاب غير محترمة" ، "طيعي ربك و تحجبي كي لا
تعذبين في النار"، "الحجاب و الستر أفضل للمرأة"
"ألا
ترين اختك الكبرى، وبنات خالاتكِ كلهن لبسن الحجاب، كوني مثلهن"
"تبدين
أجمل في الحجاب"، "الله يعلّق المرأة من شعرها في جهنم يوم القيامة إن
هي ماتت من دون حجاب"، الله سيعذب والداكِ في جهنم إن لم تتحجبي، لأنهم
مسؤولون عنكِ في الدنيا"
"إذا
تحجبتِ سنرضى عنكِ و سنشتري لكِ هدايا"، "الرجل عندما يختار زوجة يختار
المحجبة المحترمة، تحجبي ليرغب بك الرجل كزوجة."
كل هذه
العبارات التي تلقن للفتيات منذ الصغر تعتبر إجبار، والدليل الآخر على الإجبار هو
التالي: إذا لبستِ الحجاب تحت كذبة أنكِ اقتنعتِ به، ثم أردتِ خلعه لأنكِ وعيتِ
لكذبة الدين، وخفتِ من خلعه لأنك تعلمين أنكِ ستتعرضين للعنف، أو خفتِ أنكِ
ستفقدين محبة وثقة أهلكِ بكِ. معنى ذلك أنكِ لا تملكين خيار، معنى ذلك أنكِ جُبرتِ
على لباسه. لأن الحرية معناها أنني أستطيع لبسه و خلعه من دون مشاكل، هذه هي
الحرية. لكن الواقع هو أنكِ لا تملكين خيار.
لا يوجد امرأة
في هذا العالم تريد أن تغطي رأسها و تتلفلف بعباءة سوداء تعيق حركتها. دعيني أكرر
العبارة لأنها مهمة: "لا يوجد امرأة في العالم تريد أن تغطي رأسها" يوجد
امرأة تم برمجتها على التغطية، يوجد امرأة تم أدلجتها، وتهديدها، وترهيبها من
العقاب إن لم تتحجب. لكن لا يوجد امرأة تحب أو ترغب بالتحجب. و تقول المغفلة:
"لبسته عن قناعة." عن قناعةّ! إذا كان الحجاب رائع، و مريح، و شيء
طبيعي، لماذا تحتاجين للقناعة!؟ الإنسان يقوم بالِأشياء الطبيعية من دون إقناع، لا
يحتاج إقناع لفعلها، فقط عندما يُجبر الإنسان على فعل ماهو غير طبيعي، تظهر الحاجة
لإقناعه بفعلها. وإن كان من الطبيعي ومن السهل إقناع المرأة بالتغطية، لماذا
التهديد بعذاب الآخرة، والتخويف من العقاب، والتهديد والتهميش من قبل الأسرة،
والضرب في الشوارع كما يحصل في إيران و السعودية؟ لأن التغطية أمر غير طبيعي يجب
إجبار المرأة على فعله، و يجب تخوفيها إن لم تنصاع لفعله.
الحرية هي أن
تكوني مسوؤلة عن حياتكِ بالكامل وهذا يتطلب شجاعة، لأن هناك الكثيرات اللاتي لا
يستطعن تحمل مسؤولية حياتهن. ينتظرن إله أن يغيّر الواقع، ينتظرن المجتمع أن
يتغيّر من دون تدخلهن، و من دون أن يبذلن جهد لتغيير الأمور
وقبل
أن تقولين: أنا لا أستطيع تغيير المجتمع، لأنني ممنوعة من فعل أي شيء، ممنوعة من
إبداء رأيي، ولن يسمعني أحد أصلاً، أنا ممنوعة حتى من الخروج، أو الإعتصام،
سأتعرّض للعنف إذا حاولت التغيير
أعظم تغيير يمكن أن تخلقيه من دون
الحاجة للاعتصام
هو أن لا تربي ابنكِ كما ربت أمك أخاكِ،
أن تخلقين رجل يحترم المرأة و يراها متساوية معه
و أن لا تربي ابنتكِ كما ربتك أمكِ، أن
تخلقين امرأة واعية و مسؤولة عن حياتها
و أن لا تربي ابنك كما ربت حماتك زوجكِ،
أو كما ربت جدتكِ أباكِ
أن لا تكون علاقتك بزوجكِ كعلاقة أمكِ
بأباكِ، هو يأمر وأنتِ تنفذين
أعظم تغيير يمكن أن تخلقيه هو أن لا
تؤمني برب ماسوجيني، وأن لا تصلي على نبي يعلّم أتباعه أن أكثر أهل النار من
النساء، وأن على المرأة السجدود لزوجها، وأن المرأة نجسة كالحمار و الكلب.
أعظم تغيير يمكن أن تخلقينه من دون
اعتصام هو ان لا تستقدمي امرأة فقيرة مسكينة لا تعرف لغتكِ و لا أي شيء عن مجتمعكِ
لتنظيف حمامك، وتغيير حفاظات أطفالكِ. لا تستطيعين الإهتمام بأكثر من طفل واحد، لا
تنجبين أكثر من طفل واحد. تسألين زوجكِ قبل الحمل: "هل لديك استعداد لتحمل
مسؤولية طفل؟ وعندمت أقول تتحمل مسؤولية طفل لا أقصد أن تأخذه للمدرسة أحياناً
فقط. بل أقصد أن تتحمل مسؤوليته حقاً، أي أن تقوم في الليل، أن تحمله، أن تساعد في
إطعامه، أن تغيّر حفاظات، أن تعلّمه. لأن هذا ما يفعله الرجل الغربي، الرجل الغربي
يعرف متى طفله يحتاج اطعام و يعرف كيف يغيّر حفاظات.
لا تستطيعين تنظيف بيتك لأنكِ اخترت بيت كبير
لتبدين لمجتمعكِ التافه السطحي أنكِ مترفة، هناك عماّل يمكن توظيفهم، عاملات يملكن حقوق يمكن توظيفهن لبضعة ساعات
يومياً للتنظيف، هؤلاء النساء أو العماّل ليسوا عبيد، لا يعيشون تحت رحمتكِ ولا
يعيشون كما تشائين أنتِ، لديهم ساعات عمل محددة واضحة، حتى لا تتأمرين عليهم من
الفجر إلى الليل. لديهم أيام راحة حتى لا تتسلطين عليهم طوال أيام الأسبوع، لديهم
بيوت خاصة، حتى لا تمنحينهم أسوء غرفة في بيتك أو تجعلينهم ينامون في الحمام كما
يحصل كثيراً في دول الخليج القذرة. هؤلاء إذا تجرأتِ على ضربهم أو الصراخ عليهم أو
حرمانهم من الأجر يملكون الحق بالإمتناع عن العمل لديكِ، بشر كباقي البشر لديهم
حقوق وحريات ويحميهم القانون. لأنه بعد نشر قصص الرعب عماّ تفعلة المرأة المسلمة الخسيسة
بالخادمة، وعنما تصدرتقارير حقوق الإنسان سنوياً مليئة بصور التعذيب و الظلم و
الضرب و التعنيف و الحرمان من الأجر الذي تتعرض له الخادمات في دول الخليج القذرة،
لم يعد أحد يصدق كذبة المرأة المسلمة المنافقة عندما تقول "نعامل الخدم أحسن
معاملة"، العالم كله يعلم عن جراءمكم ودناءتكم.
هذا ما أقصده عندما أقول كوني مسؤولة
عن حياتكِ بالكامل، استخدمي عقلكِ، وافعلي ما هو صحيح، لا تقتادي وراء المجتمع،
لستِ ملزمة بانجاب أطفال لا تستطيعين الإهتمام بهم، فقط لأن هذا ما يفعلنه بقيّة
النساء حولكِ. لستِ ملزمة في العيش في منزل كبير إذا كنتِ غير قادرة على الإهتمام
بهذا المنزل بنفسك، فقط لأن المنزل الكبير سيمنحكِ بريستيج. لستِ ملزمة باستقدام
خادمة لأن هذا ما يفعلنه النساء في بلدك. مهما تظنين أنكِ طيبة و كريمة مع
الخادمة، ستظلمين و ستسيئين معاملتها، لأن قوانين استقدام الخادمة و انعدام قوانين
حماية هذه المرأة الضعيفة ستضمن ظلمكِ لها مها كنتِ تظنين أنكِ رائعة و رحيمة.
تقولين لماذا أحاول أن أغير إذا لم أكن
أنا سأستفيد؟ تقولين أن التغيير يحتاج إلى وقت طويل ليحصل.
نعم! البستان، ولا أقصد الحديقة، بضعة
شجيرات تزرعينها في بيتك. لا، أقصد البستان، البستان الكبير، و لنقل بستان من
النخل الذي يمكنه أن يغذي مدينة كاملة يحتاج لعشرات السنين لينضج، إذا بدأتِ
بزراعة البستان اليوم لن تحصدي غداّ، لكن ابنتكِ ستعيش حياة أفضل من حياتك،
وحفيدتكِ ستعيش حياة أفضل من حياتكِ و حياة أبنتكِ. لكن يجب عليكِ أنتِ أن تبدأي
التغيير، لا تنتظرين التغيير أن يحدث، كوني أنتِ التغيير.