قالت لي فتاة كويتية في العشرين من العمر على
استحياء
كنتُ أعرف أنني مختلفة منذ كان عمري 8 سنوات،
لاحظت أنني لا
أميل للأولاد، وخفتُ من شعوري اتجاه الفتيات. اختلافي أخافني، لأنني منذ البداية،
وقبل فهمي للنظرة الدينية الصارمة والمُحرِّمة لما أشعر به، لم أرَ في مجتمعي
الصغير فتاة تحب فتاة أخرى، كل ما كان يدور حولي كان يرفضني ويرفض طبيعتي،
لم أفهم لماذا أنا مختلفة، ولم يكن عالمي
مكاناً آمناً يتيح لي أن أسال والدي أو والدتي لماذا أنا هكذا؟
لذلك أبقيت نفسي سراً، غلّفتُ قلبي تماماً
حتى لا يراه ولا يقترب منه أحداً، ودفنتُ ذاتي وهوّيتي، وصرتُ تماماً كما تريديني
أسرتي أن أكون، وكما يريدني مجتمعي الذي يرفض ويكره الاختلاف والانفراد، ويسجن
المثليين، ويُحقّر المرأة التي تميل للمرأة، ويلعنها ويطردها من رحمة الله.
بالرغم أنني أحبُّ الله كثيراً، أحبُّ الله وألجأ
إليه، أصلي له وأبوح له همومي وأسراري وأتوكّل عليه. لكن تم تلقيني أنه لا يمكن
لواحدةٍ مثلي أن تحب الله، لا يمكن لمسخٍ مثلي أن تكون امرأة مسلمة، عليّ أن أختار
بين مثليّتي وبين حب الله، لأن الله لا يحب الذين يميلون لبني جنسهم.
ومهما صرخت أنه ليس اختياري، ليس اختياري،
أنا لم أختر أن أكون مختلفة، لم أختر أن أحب الفتيات، لو كنت أستطيع تغيير ذاتي
لفعلت، الحياة في هذا المجتمع المنغلق، الأعمى، الخانق صعبة كما هي، فلماذا أختار تعقيدها
أكثر؟ لماذا أجني على نفسي في مجتمع يقهرني ويلومني لولادتي كما أنا؟
كلمات الناس تقتلني، كلمات أمي عندما تنظر
إليّ وتسألني بحسرة وحزن: "لماذا لا تكونين أكثر أنوثة؟"
كلمات الشباب في الأماكن العامة، عندما يسخرون من مظهري، أو أسلوبي في المشي، أو ملابسي،
كلمات أقرب صديقة لي، التي أعرفها منذ
طفولتي، بعد أن جمعتُ كل قوّتي وشجاعتي لأبوح لها بسرّي، كنتُ أرتعد خوفاً، كنتُ
أخشى أن تتركني، أن تنهي صداقتنا، أن تتغيّر بعد أن تعرف حقيقتي. سكتت برهة ثم
قالت: "تعرفين أنه لا يمكنكِ أن تكوني فتاة مسلمة ومثليّة في نفس الوقت أليس
كذلك؟". تمنيتُ لو أنني أبقيتُ قلبي مغلفاً وهويّتي سراً.
لا أريد أن أختار،
أحب الله، لا أريد أن أخسر صديقتي، لم أختر جسدي، لستُ سيئة، ولدتُ هكذا والله لا
يخطئ.