13 Jun 2014

غراباً أسوداً



اليوم كان يوماً عادياً

صحوتُ على اشتياقي إليكَ

غسلتُ وجهي حباً وولهاً وحزناً

ابتعادك، أيام لا تنتهي، شمسٌ حارقة لا تغرُب، بذرة يابسة لا تنمو ولا تَضمُرْ مزروعة في صدري، تكتم أنفاسي

ابتعادُك سكوت لا تقطعه سوى نوبات نحيب مضنية، ثم السكوت ثانية، يغطي كل شيء كالظلام

في الفراق لا نشعُر، في قاع الأنين حيث البرد والمرض والعطش كيف نشعر بالغير؟

لَبِستُ، خَرَجتُ للعمل، قُدتُ المركبة، لعنتُ الزحام، شتمتُ المارّة في سِريّ وشتمتُ حظّي، أنهيتُ عملي، لكنني

لم أكن معي، خرجتُ من نفسي، سقطتُ من روحي

لافتقادكَ ألسِنة من لهيب تَلتفُّ حولي، أنقضي

أُروِّضُ قلبي، علّهُ يتوقف عن مد يدهُ للتسوّل

 يَدُ قلبي ممدودة دائماً، لعل يَد قلبك تمتد

............................................

اليوم كان يوماً عادياً

َعُدتُ من العمل أحترقُ شوقاً إليك

أكلتُ، عملتُ، استعديتُ ليوم غد

يوماً آخر من الوقوف طويلاً عند باب الذكرى

خُبزُ محبتك منقطعٌ عني

أجوع رغبةً فيك، أتضوّر جوعاً، أموت في وحدتي آلاف المرات كل ليلة

شيء من أنفاسك ينقسم في بلورات الضوء، في الهباب وفي السديم

غُراباً أسوداً ينخز جوفي طوال الليل والنهار

كيف أنتشلُ نفسي من وَحلِ اشتياقي؟

كيف أنقذ نفسي من نفسي؟

.أضعتُ طريق العودة إليَّ