6 May 2012

أرجوك عزيزي القاريء .. أياً كان رأيك في قضية البدون


 
سمعنا كل المبررات وكل الإدعاءات و جميع الأعذار, منها: أن هؤلاء البدون دخلوا الكويت بصورة غير مشروعة, و هؤلاء البدون يريدون  الإستفادة من ثروات الكويت, و هؤلاء البدون يريدون أن يأخذوا فرصنا الوظيفية و يريدون  التمتع بما تقدمه الكويت لمواطنيها من مميزات مادية , و من ما قرأنا و سمعنا أيضاً أن تجنيسهم و تواجدهم في مجتمعنا يخل بما أسموه "النسيج الإجتماعي" و كأن البدون مخلوقات فضائية جاءت من كوكب آخر لتدمر الجينات الوراثية الكويتية السامية . أنا شخصياً قرأت المقالات و معظم الآراء و تابعت سياسة الحكومات و النواب المتعاقبة والتي جميعها أدت إلى النتيجة نفسها "لا شيء".
أدعوك عزيزي القاريء أن تبحث عن الحقائق, أن تذهب إلى تيماء لترى بنفسك كيف يتم ضرب هؤلاء الضعفاء حتى تسيل دماءهم, كيف يتم دس وجوههم في التراب, كيف يتم ضرب أطفالهم وإهانة نسائهم واستباحة حرمات بيوتهم التي هي عبارة عن أربع قطع من "الجينكو". الكويت دولة مسلمين و قد قال تعالى في سورة النساء: "يا أيها الناس أتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة" و قد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم: "الناس سواسية كأسنان المشط", و قال عليه الصلاة والسلام: "إن الله قد  أذهب عنكم عبية الجاهليه وفخرها بالآباء, الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب" . الكويت دولة يحكمها دستور والدستور الكويتي ينص في مادة 7 "أن العدل والحرية والمساواة هي دعامات المجتمع"  ومادة 29 من الدستور تنص أن "الناس سواسية في الكرامة الإنسانية و هم متساوون لدى القانون في الحقوق و الواجبات" ومادة 44 من الدستور الكويتي تعطي جميع الأفراد الحق في التجمع السلمي. وقد صدقت الكويت على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في عام 1996 الذي ينص في المادة 21 "يكون الحق في التجمع السلمي معترفا به".

عزيزي القاريء أياً كان رأيك إتجاه البدون, أياً كانت وجهة نظرك, سواء كنت تراهم مظلومين أم إنتهازيين, فلا يصح بتاتاً ضربهم و لا إيلامهم بهذه الصورة الوحشية و إضطهادهم و رميهم في السجون من دون سند ولا تهمة و لا محاكمة عادلة. حضرت في الأربعاء الماضي 2\5\2012 التجمع الذي أقامه أهل المعتقلين الكويتيين فوزي العودة و فايز الكندري في منطقة بيان أمام السفارة الأمريكية للمطالبة بتحرير المعتقلين من سجون "غوانتانامو بي" الذي يتم إحتجازهم فيها منذ عشرة أعوام من دون تحقيق و لا محاكمة عادلة. و قد تأثرت كثيراً بكلام والد فوزي العودة عندما وصف ما تقوم به أمريكا بالظلم خصوصاً أنه لم يعد يسمح له برؤية فوزي و هي أبسط حقوقه الإنسانية, و لكننا في الكويت نظلم البدون يومياً و نقهرهم و نقمعهم بكل عنف و من دون عاطفة و لا رحمة ولا عدالة , فهل يا عزيزي القاري كما ندين, ندان؟
أرجوك عزيزي القارئ , حضورك أمام قصر العدل الليلة 6\5\2012 بعد صلاة العشاء هي وقفة ضد الظلم و الفساد, هي وقفة إنسانية و ليست سياسية فأرجوك لا تتركها.