5 Jul 2013

هذهِ النّفس



أسجن؟! وما الفرق؟!

أنا مسجونةٌ أصلاً في هذا الجسد الذي

أُعرّيه ساعة و أَكسيهِ ساعة ولا سبيل لي منهُ سِوى هاتين النافذتين المحددتين بالفحم المملوءتينِ بالسّواد..  

 مسجونةٌ خلفَ هذه الملامح القبيحة التي أُلَطّخُها ألواناً و أصباغًا إرضاءً لنرجسيتي المقرفة



أُسجن؟! وما الفرق؟!

سُجِنتُ كثيراً في قَبضةِ الرّجل و نازعتُ نفسي و رَغَباتي و كَياني و كَينونتي بينَ يَديه الذكوريّتين

متعجرفاً كانَ أم كاذباً, غليظَ القلب أم سحيق النّفس, دنيء الغريزةِ أم سَيّء المَعشر, قليلُ الإهتمام أم لا مبالٍ..

بين يدي الرّجُل بحثتُ عن آدميّتي و ذاتيّتي 



أُسجن؟! وما الفرق؟!

أنا مسجونةٌ أصلاً في هذا المجتمع المنافِق المشوّه

الذي تأصّل فيهِ عَفَنُ الأنا وحُبّ الذات

يتقيأ شَبَعاً و يبكي ضحكاً

و يَستفرِغ ترفاً

يتسابق في خلقِ النّكات الهابطة لِيُقهقه بتعاسةٍ على عُنصريتهِ  وظُلمهِ وفَشلهِ وكَسلهِ وجَهلهِ

ثم ينام على أسِرّتِهِ الحريرية و وسائدهِ الريشيّة المبللّة بالدموع



!أُسجن؟! وما الفرق؟

هذه النّفس مسجونةٌ أصلاً

تريدُ النّفس أن تقيّد.. أن تخضع

 تريد أن تُنتَزعَ منها الحّرية وتُكبّل شرورها لكي تظل دائمة الرغبة فيها

كالأسيرة, تريد النّفس أن تنظر للحرية من وراء القضبان لتحلم بها و تتمناها

حديداً كان قضبانها أم بهشاشة الضُلوع

.لا نفارقها إلا بفراق الروح





قبل صدور حكم 5/5/31