خطواتٌ بطيئةٌ متعبة
دقاتُ قلبٍ خافتةٌ مرهقة
تتحسسُ خفوقَها بينَ الحينِ
والحينِ لتتأكد
تنظرُ إليها بحب
تخبئُها خوفاً عليها من الضياع
تضعُها بحرصٍ فوقَ الأرفف
تضمُّها إلى صدرِها و تبكي
(الذكريات)
تعيدُ تلميعَها كلَّ يوم
لتحفظَها من النسيان
الغيابُ ليسَ نقيضَ الحضورِ كما أوهمونا !
بل هو الحضورُ الدائم
ظِلُّ أرواحِهم يغلفُنا ليحجِبَ عنـَّـا الراحةَ والفرح
حتى يركبَنا الحزنُ
حتى يمتطينا الحزنُ امتطاءً
للفراقِ أقدامٌ بوزنِ الجبالِ تدوسُ قلوبَنا دوساً
هكذا تُذبحُ الشاةُ الضعيفة
هكذا تُقتلعُ الأرواحُ عندما يحصدُها الموتُ
هكذا يقبضُ الألمُ بيده الصخريةِ المدببةِ كياناً فيفتِتَهُ تفتيتاً
أصعبُ الآلامِ, تلكَ التي نحسُّها ولا نستطيعُ الإشارةَ إليها
لماذا هُم الكلماتُ ؟
لماذا هُم الصمتُ ؟
لماذا هُم شهّيُّ الطعامِ ؟
و زكاءُ العطورِ
و الألوانُ و رمادُها
لماذا هُم الصّباحُ وهُم الليل ؟!
وهُم اللوحاتُ البديعةُ التي يرسمُها الرحمنُ
حينَ يُولِجُ الليلَ في النهارِ
وحين يُخرِجُ النهارَ من فَمِ الظلامِ العملاق
لماذا في كلِّ يومٍ
تترسّبُ فوقَ جروحِنا قشرةٌ تنتزعُها رياحُ الحرمانِ
نتهشّمُ و نتكسّرُ كلَّ يومٍ,
فنحنُ في كلِّ يومٍ نسقطُ منهم
هكذا تنسلخُ ثم تتكوّن جلودُنا حبًّا و شغفاً من جديد